الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك المرأة خدمة زوجها لإهانته لها وعدم صرفه على مرضها

السؤال

منذ 10 سنوات رزق الله أمي مبلغًا من المال، ورزق أبي ضعفه، وقبل أن تستلمه وعدت أبي بإعطائه من مالها الذي ستستلمه هبة ‏وقتها جزءًا، وهي ربة بيت وعمرها 70 عامًا، وأبي عمره 77 عامًا الآن، وكلاهما لا يعمل، ولكن أبي لا يصرف على أمي منذ ذلك ‏الوقت بدل أطباء وعمليات، وهي كل فترة تعمل عملية حتى استهلكت جميع أموالها، والمال الذي لديها الآن تجميع من أولادها. وهي تراجعت عن إعطائه المبلغ الذي وعدته به لأنه رغم أن لديه القدرة على الصرف عليها أمسك عنها، ولا يشتري لها شيئًا، ولا ‏معالجات وعمليات باهظة الثمن، إلا أنه يعطيها مبلغًا رمزيًا صغيرًا جدًّا كل شهر لشراء الاحتياجات اليومية البسيطة الشخصية.
سؤالها: هل هي ملزمة بدفع المبلغ الذي وعدته إياه الآن من المبلغ الذي جمعته من أبنائها؟ علمًا بأنه يهينها بين حين وآخر، وهي ‏توقفت عن خدمته لذلك السبب، ومع العلم أن المتكفل بالصرف على البيت هم أبناؤها، وهي ما زالت تتعالج من أموالها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوعد في الأصل غير ملزم، ولا يجب الوفاء به شرعًا عند جماهير العلماء، بل هو مستحب ومندوب ، كما بيّنّاه في الفتوى رقم: 17057. وعليه؛ فلا يجب على أمك شرعًا أن تعطي أباك المبلغ الذي وعدته به.

وأما نفقات علاج الزوجة: فعامة العلماء على أن الزوج غير ملزم بها، وانظري في هذا الفتوى رقم: 49804 .

ولا يسوغ لوالدتك ترك خدمة والدك، فخدمة الزوجة لزوجها بالمعروف واجبة على الراجح، وانظري في هذا الفتوى رقم: 13158.

ويحسن بك وبإخوتك السعي للإصلاح والتقريب بين والديكم؛ فإن الإصلاح بين الوالدين من أعظم الإحسان إليهما، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 168123.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني