السؤال
أنا شاب أرغب في الزواج بشدة، بل وأخشى على نفسي خشية حقيقية من القوع في الفاحشة، وقد كنت على وشك ارتكابها، ولولا لطف ربي ورحمته ما نجوت منها، إضافة إلى أنني مصاب بمرض نفسي أرهقني وبلغ مني مبلغا عظيما، وتسبب في تأخري في الدراسة كثيرا، فزملائي الآن قد تخرجوا منذ مدة ويعملون، وأنا مازلت لم أنه الجامعة، وقد قرأت في قسم الاستشارات النفسية في موقعكم أن الزواج يساعد في مثل هذه الأمراض، وأنا الآن لا أستطيع القيام بتكاليف الزواج، لكن وضع والدي المادي جيد، وهو يستطيع أن يساعدني مبدئيا في الزواج، لكنني فهمت منه لما عرضت عليه فكرة الزواج أنه يخشى من أن يولد لي أولاد، فيضطر للإنفاق علي وعليهم، وهو ما لا يستطيعه خصوصا، وأن المجال الذي أدرس فيه لا يغلب على الظن أنه من المجالات التي يرجى من ورائها عائد مادي كبير، فضلا عن أن الظروف الاقتصادية في بلدي في غاية السوء، وهجرة الشباب منها لم يسبق أن وصلت إلى هذا الحد من قبل، وهؤلاء كثير منهم أطباء ومهندسون، فكيف بمن دونهم؟!! وهي عموما من أفقر بلاد العالم، والناس فيها منذ بضعة أعوام لا حديث لهم إلا حديث الغلاء الذي لا يتوقف عند حد، لذلك كله فكرت في أن أقنع والدي بمساعدتي على أن أتعهد له بعدم الإنجاب مؤقتا حتى أنتهي من دراستي، وأجد عملا ولو متواضعا، على أن يكون هذا مجرد تأجيل للإنجاب فقط ـ إن شاء الله ـ وذلك كما ذكرت لشدة حاجتي للزواج، وصعوبة الظروف التي أعيشها، كما أنني لا أريد إرهاق والدي أكثر مما فعلت، وأخشى كذلك أن أكون مضيعا لمن أعول، فهل يجوز لي أن أتعهد له بذلك؟ وهل يجوز لي تأجيل الإنجاب حتى أنتهي من الدراسة، وأجد عملا ولو متواضعا؟.