السؤال
تزايدت المشاكل بيني وبين زوجي، وكان يضربني ضربًا مبرحًا أمام أولادي سابقًا، ثم قرر ألا يعود لذلك، ولكن بعد أن انكسرت نفسي، وقلبي، وهو الآن يهددني بالذهاب إلى مصر، وأن يأخذ الأولاد مني، ولا أنكر فضله، ولا أنه يصرف علّي وعلى أولادي، ولا أنه دائمًا يقول: إنه يحبني، ولكن كيف أصدّقه وهو ما إن يغضب حتى يدعو علّي، حتى إنه قال لأولادي: اعتبروا أمكم ميتة، فأنا متعبه نفسيًّا، فهل أنا ممن يكفرن العشير؟ دائمًا يرفض أن ألمس جواله، وما إن أمسكه حتى أجد شيئًا لا أحبه، فلا أعد أثق بحبه، ولا أعلم ماذا أفعل، فهل من إفادة؟ جزاكم الله خيرًا، علمًا أنه وقت غضبه أشعر أنه لا يكره أحدًا في الحياة مثلي، وأنا لا أجد أمًّا لتنصحني، فهي في ذمه الله منذ كنت طفلة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك هي أن تتقي الله في زوجك، وتحسني إليه، وتصبري على أذاه، ما دام الأصل فيه ما ذكرت من إحسانه إليك، وأنه يعبر عن حبه لك، وحاولي ألا تستفزيه، وتثيري غضبه؛ لئلا يصدر منه ما تكرهين.
وليس لك حق في أن تستعملي جواله، أو تنظري إلى ما فيه بغير إذنه، وعليك أن تكثري من تذكيره بحق الزوجة، وضرورة رعاية حرمتها، والإحسان إليها، وحرمة ضربها بغير موجب.
وإذا قمت بما عليك من الواجب، ولم تقصري في حقه، ولم تسيئي إليه، فلست -إن شاء الله- من كافرات العشير.
واجتهدي في طاعة ربك تعالى، وإصلاح ما بينك وبينه، يصلح سبحانه ما بينك وبين زوجك، واجتهدي في الدعاء بأن يهديه الله، ويصرف عنه الغضب الذي يتسبب في أذيتك، ووطّني نفسك أنت وهو على أن تتحاكما إلى الشرع فيما ينشب بينكما من خلافات، وتنزلا على حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله لك صلاح الحال، واستقامة الأمور.
والله أعلم.