السؤال
أنا متزوج، ومغترب عن أهلي، وزوجتي لم تستطع تحمل الغربة معي، وفضلت أن ترجع إلى البلد الأصلي، ولكنها لم ترغب في الجلوس في بيت الزوجية؛ لأني غير موجود، ولكن والديّ وأخواتي موجودون في ذلك البيت، ولي شقة مستقلة في الدور العلوي، وزوجتي ترفض الجلوس مع أهلي، وترفض أيضًا الجلوس في تلك الشقة التي هي بيت الزوجية لي ولها، وفضّلت أن تجلس عند أهلها فقط، ولن تدخل هذا البيت إلا إذا كنتُ فيه، وهي الآن حامل في شهرها التاسع، وترفض تمامًا أن تلد في بيتي وسط أبي وأمي وأخواتي، وتصمم على أن تلد وسط أبويها، إلا إذا قدمت أنا، فسوف تأتي معي وتلد وسط أهلي، ولا تطيعني أبدًا في أن تلد هي وسط أهلي إلا إذا كنت أنا موجودًا، وأنا بسبب ظروف عملي لا أستطيع النزول، ولكني أريد أن تلد زوجتي وسط أهلي، ومصمم على ذلك، وإلا هجرتها بالخصام، وغيره، وهي لا تطيعني في ذلك، فماذا عليّ أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن لم يكن على زوجتك ضرر في بقائها في بيتها المستقل في حال غيابك، فيجب عليها طاعتك، والبقاء فيه عند الولادة، أو قبلها، أو بعدها؛ لأن طاعة الزوجة زوجها في المعروف واجبة، كما بينا في الفتوى: 1780.
ولا يجوز لها الامتناع عن ذلك، أو الخروج للسكنى في بيت أهلها لغير مسوغ شرعي، وإلا كانت ناشزًا، وعلاج النشوز موضح في الفتوى: 1103.
وإن بقيت في البيت واحتاجت إلى من يخدمها، وخاصة عند الولادة، فيجب عليك أن توفر لها من تخدمها، وراجع الفتوى: 125926.
وما ذكرناه متعلق بالجانب الفقهي.
وأما من جانب النصح: فالذي نراه أن يكون بينك وبين زوجتك تفاهم؛ انطلاقًا من المصلحة، وألا يكون هنالك عناد من أي منكما، فإذا سار الزوجان على هذا الأساس، أمكن تجاوز كل أزمة تطرأ بينهما، وتكون الأسرة مستقرة.
ومن واقع أحوال الناس، فإن الغالب أن تكون المصلحة في كون المرأة في بيت أهلها حال غياب زوجها، ولا سيما عند الولادة؛ ليسهل على أهلها القيام بخدمتها، ومساعدتها في رعاية المولود، وغيره من أولادها.
ثم إن الزوج قد لا يدري أحيانًا ما قد تجد زوجته من مضايقات من أهله عند غيابه، ولكرمها وحسن خلقها، لا تبين ذلك لزوجها؛ لئلا تفسد ما بينه وبين أهله؛ فينبغي أن يكون هذا كله منك على بال.
والله أعلم.