الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينبغي على الزوجين التروّي ومعالجة الأمور بحكمة

السؤال

أنا متزوج منذ ثلاثة أشهر، وكنت عندها لمدة شهر، وبعد ذلك سافرت للعمل بالخارج حتى أرتّب المنزل، وآخذها، لكن وقع الحظر الدولي؛ فأصبح البُعد جفاء بيننا.
وذات يوم تخاصمنا وتجادلنا، وتبين لي أنها أضافت زوج أختها في السناب؛ مما أثار غيرتي، وأثناء الغضب ادّعيت أنها غير طاهرة، وأنها تتواصل معه؛ مما أدّى إلى غضب كبير وردّها بالطعن في شرفي، وانتهى الخصام بكلمة: طالق، ثم بعد فترة أرجعتها، كل هذا عبر المكالمة الهاتفية، فما حكم فعلي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالغيرة في مواضع الريبة، نوع من الغيرة المحمودة، كما هو مبين في الفتوى: 71340.

ولكن كان ينبغي التروي، والسعي في معالجة الأمر بحكمة؛ اتّقاء لما كان من الخصام، والطلاق، خاصة وأنكما في بداية الحياة الزوجية، والشيطان للإنسان بالمرصاد، وكثيرًا ما يسعى للتفريق بين الأحبة، روى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ، فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه، ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.

وإن كان الطلاق قد أوقعته في وقت الحيض، فهو من الطلاق البدعي الذي لا يجوز، ولكن الراجح أنه يقع، وهو قول جمهور الفقهاء، كما بيناه في الفتوى:5584.

وبما أنك قد أرجعت زوجتك، فالحمد لله.

وننصح بأن تضعا أسسًا للتعامل بينكما من أجل استقرار الحياة الزوجية، وتحقيق السعادة فيها، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني