الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا زوجة في السابعة والثلاثين من عمري، حساسة بشكل أكثر من العادي، وأُحَوِّر كل الكلام الذي أسمعه على أنه ذو مغزى عميق، وأصبحت مؤخَّرًا دون وظيفة؛ مما جعلني أحسّ أنني عديمة الجدوى والنفع في الحياة، خصوصًا أنني وزوجي نعاني من تأخر الإنجاب، وأصبّ غضبي كله على زوجي، وأفتعل المشاكل دون سبب، ولأتفه الأسباب؛ مما يجعلني أندم بعد ذلك، وأحزن للنكد الذي أصبت به زوجي، مع أنه يحزن لأجلي لا مني.
زوجي رجل صبور، ويتحمّلني لأبعد الحدود؛ مما يجعلني أرغب في السيطرة على هذه الحالة لإرضائه، ولأكون نعم الزوجة له، فكل يوم أحسّ بالذنب تجاهه، وهو يحاول تجاهل نكدي، ولكني أحسّ أنه حزين لهذا الوضع؛ لأني أرد إحسانه بإساءة، فهل من طريقة لتغيير وضعي؟ أريد أن أصلح الوضع، وأحتاج لنصحكم. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يصلح حالك، ويرزقك وزوجك ذرية طيبة، تكون قرّة عين لكما، إن ربنا قريب مجيب.

ونوصيك بكثرة الدعاء، فهو أول الحلول وأفضلها؛ فالأمر كله بيد الله سبحانه، وهو قد أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري الفتوى 119608 ففيها بيان آداب الدعاء. هذا أولًا.

ثانيًا: نوصيك بالصبر؛ فعاقبة الصبر خير كثير، كما هو مبين في الفتوى: 18103.

والسخط والجزع، لا يأتي بمرغوب، ولا يدفع مرهوبًا، واحرصي على الذِّكْر أيضًا؛ فإنه يزيل الهمّ عن القلب، ويدخل فيه الفرح، والسرور، والهناء، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

ثالثًا: معرفتك بسبب المشكلة -وهو ما أشرت إليه من أمر الحساسية في الشعور- هي بداية السير على الطريق الصحيح، الذي من خلاله يمكن إيجاد الحل بأن تجتهدي في تهوين الأمور على نفسك، وعدم استرسالها مع أفكار لا تسمن ولا تغني من جوع، وينتج عنها أمور سيئة العاقبة.

رابعًا: اشكري نعمة الله عليك بهذا الزوج الذي يتفهّم حالك ويعذرك، فلو أنه عاملك بالمثل، فربما كانت النتيجة الفراق، وأن يذهب كل منكما في سبيله.

واعملي وزوجك على إعداد برنامج يعينك في تحقيق رغباتك من الوظيفة، والإنجاب، ونحو ذلك. فهذه بعض التوجيهات.

وإذا رغبت في المزيد، فراسلي قسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:

https://islamweb.net/ar/consult/

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني