الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الزوج شراء أدوية لتثبيت حمل زوجته؟

السؤال

أنا شاب متزوج منذ 2016، وقد واجهتنا مشكلة في الحمل منذ بداية زواجنا بأنه لا يظهر لنا نبض للجنين في الشهور الأولى بالرغم من تكونه، فيضطر الطبيب لإنزاله، لأنه جنين غير صالح، وتكرر هذا الأمر مرتين أخريين، وذهبنا إلى الكثير من الأطباء وتعجبوا من حالتها حتى أذن الله بالنبض في الجنين الرابع على يد طبيب كتب لنا أدوية، شريطة أن تأخذها طوال فترة الحمل، حتى لا يتوقف نبض الجنين، وهذه الأدوية باهظة الثمن ولا أطيقها، ومن المفروض أن تأحذ هذه الأدوية في كل حمل، وقد أخذت دينا من أخيها سددته بعد الولادة بفترة، ورزقني الله منها بطفلة اقتربت من إكمال عامها الرابع، وزوجتي الآن تطالبني بأن نقوم بإجراءات لحملها الثاني وترفض التأجيل لعدة أعذار غير هامة مفتعلة من طرفها، مع العلم أنها لا تأخذ موانع الحمل، وأنا أرتدي الواقي الذكري أثناء الجماع.. والآن حالتي المادية متدنية للغاية بسبب بدايتي في مشروع خاص بي ـ إن شاء الله ـ له مستقبل مبهر، وللأسف هي غير مقدرة لهذا، بل تسعى متخفية وراء حملها لإغلاق هذا المشروع عن طريق فرض الأولوية للصرف على الحمل، وهذا الدواء غال بالنسبة لي وعلى أي شاب عادي، وهو عبارة عن حقن تأخذها مرتين في اليوم بتركيزات كبيرة تسبب لها الآلام والتشوهات الجلدية، وهذه الحقن متوفرة على نفقة الدولة، ولكنها للأسف بتركيزات منخفضة مما يتطلب أخذ العديد منها يوميا مما يجلب لها الكثير من الألم والتشوه، وهذا الحل هي لا تتقبله..... وعمري 32 سنة، وهي تصغرني بسبع سنوات، وعملنا محاولة حمل منذ خمسة أشهر على أمل أن الأوضاع المادية ستتحسن، ولوجوب بدء أخذ هذه الحقن بعد العلاقة بأسبوعين أو ثلاثة على حسب ظهور الحمل، ولحالتي المادية اضطرت أن أقبل التكفل من أحد فاعلي الخير، وهي سيدة قامت بالتحدث معي هاتفياً وبحثت حالتي الاجتماعية، وللأسف تهكمت علي بقولها أنت تعرف أن حالتك لا تسمح وعندك بنت، وأظهرت ندمها على أخذ القرار بالصرف لي فتحملت كلامها القاسي لحاجتي للصرف، وبعدها بفترة قصيرة نزل الجنين، فهل يحق لي أن لا أطيعها في رغبتها في الحمل الآن وحمل ما يترتب عليه من نكد أكثر من الذي أنا فيه؟ أم آخذ بكلامها بأن الولد يأتي برزقه، وأنا أعلم أني غير جاهز الآن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيكما أولا بكثرة الدعاء بأن يصلح الله عز وجل من الحال وييسر أمر الحمل بسلام ويزيل الأسباب التي تؤدي إلى عدم ظهور نبض الجنين في أشهره الأولى، والله سبحانه قد ندب للدعاء ووعد بالإجابة فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وهو سبحانه على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير، فأمِّلوا فيه خيرا، وأحسنوا الظن به، فهو عند ظن عبده به.

والإنجاب من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج، كما أوضحناه في الفتوى: 221254، والفتوى: 340735.

ولا شك في أن رغبة زوجتك في الإنجاب مقدرة وهي حاجة فطرية، ومهما أمكنك تحقيق هذه الرغبة والمساعدة في جانب سلامة الحمل حتى الولادة فافعل، فهذا من حسن العشرة الذي جاء الشرع بالحث عليه، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.

وشراء تلك الأدوية لا يلزمك ولو كنت مقتدرا ماديا، فالذي يلزمك إعطاؤها حقها في الوطء والمعاشرة، وعدم العزل ونحو ذلك مما يمنعها من الإنجاب، كما ذكر الفقهاء، قال ابن قدامة في المغني: ولأن لها في الولد حقاً، وعليها في العزل ضرر، فلم يجز إلا بإذنها. اهـ.

وننصح في الختام بأن يكون بينكما التفاهم في الأمر في إطار الاحترام المتبادل بينكما، وفي ضوء ما تقتضيه المصلحة، والحذر من كل ما يؤدي للشقاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني