الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إهمال الزوجة وترك النفقة عليها مسوغ لطلب الطلاق؟

السؤال

ما حكم الزوج الذي يهمل الزوجة، ولا يعطيها حقوقها، يعيش في البيت، لا يتكلم معها، وفي خارج البيت، والدوام يتكلم، ويضحك.
مع العلم أن هذه حاله منذ أن تزوجنا قبل خمس سنوات، ولديّ منه طفلة، وإذا احتجت شيئا، مثلا: تطبيب، لا يعطيني، بحجة أني أعمل، مع أني بقيت في المنزل لمدة سنة، وكان لا ينفق عليّ، حتى في المأكل، وبصراحة أنا كرهت هذا الحال، وأريد أن أتطلق منه؛ لأني أحس نفسي جارية عنده يتسرى بها فقط، ومن بعد ما يشبع غريزته منها، يرميها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الشرع الحكيم الأزواج بحسن معاشرة زوجاتهم، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وهكذا كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته في حسن تعامله معهن، وملاطفتهن، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 134877.

فإن كان زوجك على ما ذكرت من الجفاء في تعامله معك، فهو مخالف لهذه التوجيهات الشرعية النبيلة، وأهله أحق بالخلق الحسن الذي يتعامل به مع الآخرين خارج البيت، سواء في العمل أم غيره، ثبت في سنن الترمذي من حديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خيركم خيركم لأهله.

والواجب على الزوج أن يعطي لزوجته حقوقها، كما يحب أن تعطيه حقوقه، ومن أعظم حقوقها، حقها في الفراش، فيجب عليه الوطء حسب رغبتها وقدرته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه أعظم من إطعامها..... انتهى.

ونفقة الزوجة واجبة على الزوج، ولو كانت الزوجة غنية، فلا يجب عليها أن تنفق على نفسها، إلا أن تشاء بطيب نفس منها.

قال ابن القيم في زاد المعاد: نفقة الزوجة تجب مع استغنائها بمالها. انتهى.

وهنالك خلاف فيما إن كان علاج الزوجة يدخل ضمن النفقة أم لا، ولا شك في أن قيام الزوج بذلك يعتبر نوعًا من حسن العشرة، ولو أعانت الزوجة زوجها بشيء من مالها، فهو أمر طيب تؤجر عليه، وقد يكون ذلك سببا للألفة والمودة.

وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 49804.

ووصيتنا لك أن تبذلي النصح لزوجك بالمعروف، وتستعيني عليه ببعض أهل الفضل والخير إن اقتضى الأمر ذلك.

وأما الطلاق، فقد يسهل عليك طلبه، ويصعب تحمل عواقبه، فليس هو بالحل الأمثل دائما، بل الغالب ضرره، لا سيما، وقد رزقكما الله هذه الطفلة، وقد تكون ضحية الفراق -إن وقع-.

ولا تنسي أن تكثري من الدعاء لزوجك بالصلاح، فلعل دعوة صالحة منك تستجاب، فتحل بها السعادة على أسرتكم، والله -عز وجل- سميع مجيب، وهو على كل شيء قدير.

وإن رأيت أنك في حاجة للمزيد من الاستشارة، فراسلي قسم الاستشارات في موقعنا على الرابط:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني