الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول القائل (عدالة السماء)

السؤال

هل يجوز استخدام كلمة " عدالة السماء " ؟
إذا لا يجوز استخدام هذه الكلمة قول الله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) الذاريات 22
فهل الله سبحانه وتعالى يقصد أن السماء هي التي ترزقنا ؟ طبعا لا ولكن هذا تشبيه بليغ يراد به توضيح أن الله الذي هو في السماء بيده الأرزاق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان قصد المتكلم بالعبارة المذكورة (عدالة السماء) أي عدالة شريعة الله تعالى من السماء فهذا لا مانع منه.

فقد روى مسلم وغيره أن أم أيمن رضي الله عنها قالت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عندما جاءا لزيارتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: .. ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. وفي رواية الدارمي: .. ولكني أبكي على خبر السماء انقطع.

وقصدها بذلك وحي الله تعالى المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن ينبغي للمسلم أن يتجنب الألفاظ الموهمة، وخاصة إذا كان يخاطب قوما لا يفهمون أو لا يستوعبون أساليب اللغة العربية.

وأما قول الله تبارك وتعالى: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ {الذاريات: 22}. فإن الرزق هنا المطر بإجماع أهل التفسير، كما قال القرطبي في تفسيره.

والمراد بالسماء هنا السحاب، فكل ما علاك فهو سماء بالنسبة لك، والمراد بالرزق المطر الذي هو سبب الأرزاق والأقوات والحياة، وقد يسمى الشيء بما يؤول إليه، ولذلك سمي المطر رزقا، كما قال تعالى: وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ {غافر: 13}. وقوله تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ {ق: 9- 11}

فالسماء فوقنا فيها المطر الذي هو سبب من أسباب الرزق، وفيها ما نوعد من الثواب في الجنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني