السؤال
لي صديق جمعني وإياه حفل عرس لأحد الأخوة فأراد أن يلقي نكتة أو طرفة علينا وهو من هذا النوع الذي يكثر من سرد النكت فقال تلك النكتة وهو أن أحدهم قد نزل عنده ضيف فذبح له دجاجة حتى إذا صار الغداء أحضر اللبن والخبز لكي يأكل منه الضيف ريثما تأتي الدجاجة وأبلغ زوجته أن لا تحضر الدجاجة لكي يشبع الضيف من اللبن ويوفر الدجاجة وأخبر الضيف أن أهل بيته يسخنون الدجاجة في الفرن وشبع الضيف من اللبن والخبز وفي العشاء عمل نفس الشيء وكذلك في غداء اليوم الثاني فما كان من الضيف بعد أن نفذ صبره إلا أن قال لصاحب البيت أن دجاجتك هذه مثل{ آل فرعون تعرض على النار غدواً وعشيا } فما وسعني إلا أن أوقفه وأقول له إن كلام الله يجب أن يوقر ويعظم ولا يتخذ في أماكن التنكيت والضحك فقال سبحان الله وما قلتُ ؟ أنا لم أقصد كلام الله ثم قال لي إن من أورد هذه النكتة هو ابن قيم الجوزية في أحد كتبه وإن العلماء يتسامرون بمثل هذا فلم أوافقه على قوله هذا وقلت له هات ما يثبت ما تقول فقال سأبحث لك على مثل هذا وتمسك بكلامه وتمسكت باحترام آيات الله وإيجاب إنزالها في محلها من توقير وتعظيم علماً أن هذا الشخص هو خطيب المسجد الذي نصلي فيه . وأني إذ أطرح سؤالي هذا لا يراودني أدنى شك بصحة موقفي ولكن لكي آتي بما يقنع هذا بخطأ موقفه ولا يكون من الذين إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزةُ بالإثم . وبارك الله فيكم.