الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة التبرج وعدم ارتداء الحجاب

السؤال

السؤال هو أنا أحب الله واحس في بعض الأحيان أن الله غاضب علي والله أنا أصلي وأنا لست متحجبة وعمري 14 في الشتاء القي ملابيس لا أتحجب ولكن في الصيف لم القي وأريد أن يهدني وما الدعاء الذي أقوله حتى الله يبستجب دعائي ويهدني ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الكريم رب العرش العظيم أن يمن عليك بنعمة الهداية والاستقامة وأن يجعلك من عباده الصالحين. وأعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الواجب عليك هو المسارعة إلى تغطية بدنك ولبس الحجاب الشرعي، فقد قال تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ {النور: 31}. وقال أيضا جل شأنه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الأحزاب:59}.

واعلمي أن المرأة المسلمة التي رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً يجب عليها الوقوف عند حدود الله والانقياد لشرع، ومن ذلك لبس الحجاب. واحذري من تخذيل الشيطان وتسويفه فقد قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب:36}. وأعلمي أن الله توعد المرأة المتبرجة غير المحجبة بالحرمان من دخول الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم. وانظري الفتوى رقم: 5143.

وينبغي أن يحفزك حبك لله وصلاتك إلى المسارعة في امتثال أمر ربك ولبس الحجاب. فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها، وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. وأعلمي أن لبس الحجاب شرط في صحة الصلاة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه. والمقصود بالحائض: هي المرأة البالغة. وانظري الفتوى رقم: 120708.

هذا، وسألي الله كثيراً أن يرزقك الهداية والعفاف والاستقامة وأن يشرح صدرك ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك، وتحري في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة كثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي وفي السجود وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة وعند الفطر في اليوم الذي تصومين فيه، والتزمي آداب الدعاء، ومنها الطهارة واستقبال القبلة ورفع اليدين والثناء على الله ومدحه. بما هو أهله سبحانه قبل أن تسأليه مسالتك. والتوبة والاعتذار من ذنوبك السافلة، ثم تسأليه من خير الدنيا والآخرة مع الذل والإلحاح وإظهار الفقر إلى الله والانطراح بين يديه، ثم تصلي وتسلمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800 ، 1208 ، 16610 ، 12744 ، 21743 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني