الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز أن يتناول وجبة الطعام إذا لم تنطبق عليه الشروط

السؤال

زوجي يعمل في شركة في مخبر في شركة فرنسية في فرنسا ..ويحق له وجبة غداء بما يعادل 15يورو عندما يكون خارج المنزل بحكم انه غالبا ما يكون بعيدا عن المنزل وقت الغداء .. ولكن زوجي أحيانا يدخل البيت ويحضر معه غداءه ليطعمنا معه وأحيانا يأخذنا معه على المطعم لنأكل رغم أن الوقت يكون مساء ويسجل ذلك على حساب الشركة لأنه يكون قد فوت أكثر من وجبة غداء ليأخذنا معه مساء ونأكل معه وطبعا كله ضمن ال15 يورو الواجبة له .. وأحيانا يقتر على نفسه في وجبة الغداء فيأكل فقط ب5 يورو ويسجل أنه استعمل ال15 حتى لا يخسرها .....فهل نأكل حراما في أي حالة من الحالات؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من السؤال أن نظام الشركة لا يعطي لزوجك وجبة الغداء المذكورة إلا إذا كان خارج المنزل، وأما الأوقات التي يكون فيها في المنزل فليس له فيها حق.

وعليه، فلا يجوز أن يأخذ تلك الوجبة إذا لم يكن متصفا بالصفة التي أعطيها بموجبها. لأن الشروط التي يتفق عليها الطرفان في العقود بلفظ صريح أو ضمني، ملزمة لكل واحد منهما ما لم تخرج عن النطاق الشرعي. والأصل في الوفاء بها قوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم، إلا شرطا أحل حراما، أو حرم حلالا. رواه أبو داود وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح عن عائشة.

فتوبوا إلى الله مما كنتم تأكلونه مما لا يحل لكم، ومن تمام توبتكم أن ترجعوا إلى الشركة ما أخذتموه مما لم يكن لكم فيه حق، أو تستحلوا من ذلك من له أهلية الإبراء والمسامحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني