السؤال
أنا شاب تزوجت بنت عمي وأعرف عن العذراء خروج الدم ولكن لم أر الدم حين عاشرتها فسألتها قالت لا أعرف ومطلوب منا إظهار الدم في قطعة قماش لأهلي وأهلها ورحمت حالي وحالها وخرجت دم من يديي كي نرضي الأهل أم الآن أنا في شك وهددتها مرة واحدة أنها ليست عذراء والآن لي منها بنت وحامل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي أن يخطر ببالك هذه الوساوس الشيطانية ليفرق بينك وبين زوجتك وبنت عمك وأم أولادك فإنه ـــ أعني الشيطان ــ إن تمكن من إقناعك بهذه الوساوس فقد ظفر منك بمطلبه، فإن على رأس أولويات مطالبه الإفساد بين الزوجين ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول : ما صنعت شيئا ، ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول :نعم أنت، فيلتزمه .
فلا تترك للشيطان سبيلا، وإعطاء أهل الزوج أو أهل الزوجة قطعة قماش عليها دم غشاء البكارة عادة جاهلية، لا يجوز الخضوع لها، وهي من هتك الأسرار الزوجية وإفشاء الخصائص الأسرية ، وقد يعجز الزوج عن افتضاض البكارة فيكون في ذلك زراية به ، وقد يتأخر ذلك أياما فيظل تحت المتابعة اليومية أو الأسبوعية وقد يكون غشاء البكارة زال بسبب وثبة أو سقطة ، وقد يكون من النوع المطاطي فلا يزول إلا عند الولادة ، إلى غير ذلك من الاحتمالات، وعليك أن تحسن الظن بزوجتك ولا تفتح لها الأمر ثانيا . بل مجرد فتح هذا الموضوع مع المرأة فيه هدم لبنيان الثقة بينكما وشعورها بعدم ثقتك فيها، وقد يترتب على ذلك من المفاسد ما لا يتصور ، فأصلح ما بدر منك بحسن الكلمة والتلطف بالفعل، فإن بينك وبين هذه المرأة الميثاق الغليظ ، وهي إضافة إلى ذلك من رحمك وأم ولدك ، وفقك الله لمرضاته وألف بينك وبين زوجتك .
والله أعلم .