الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول موقف الصحابة من القرآن الكريم

السؤال

كيف نرد على غير المسلمين قولهم إن الصحابة الذين كتبوا القرآن يمكن أن يكونوا قد حرفوه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنيبغي أن يعلم أولا أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ القرآن فهو كتاب لا يدخله التحريف بحال، قال سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}

ثانيا: أن الصحابة قد زكاهم رب العالمين في كتابه فهم عدول لا يكذبون على الناس فضلا عن أن يكذبوا على الله تعالى، روى قتادة عن أنس حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل لقتادة: أنت سمعت من أنس قال: نعم، وقال رجل لأنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، أو حدثني من لا يكذبني، والله ما كنا نكذب ولا ندري ما الكذب. وتراجع الفتوى رقم: 56684.

ثالثا: أن الصحابة قد عرف عنهم حرصهم الشديد على القرآن والمحافظة عليه من أن تصل إليه يد العابثين فقد بذلوا جهدا كبيرا في جمعه كما نقل ذلك عنهم أهل العلم وهذا مما يعرفه عامة المسلمين فضلا عن علمائهم ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 15858.

رابعا: أن الصحابة كان لهم أعداء من المنافقين وغيرهم وكانوا حريصين على الطعن فيهم وهمزهم ولمزهم بكل عيب، وهنالك حوادث تدل على هذا، فلو حدث منهم تحريف للقرآن لفرح أهل النفاق بهذا الفعل ولأشاعوه في الناس، ولا يعرف عنهم أنهم طعنوا في الصحابة بأنهم قد حرفوا كتاب الله.

خامسا: أمية النبي صلى الله عليه وسلم ليست نقصا فيه وقصورا في مقدرته على تبليغ ما أوصاه الله إليه على أكمل وجه وأتمه، وإنما هي معجزة ومدعاة إلى تصديقه بأن هذا القرآن ليس من تأليفه واقتباسا من كتب سبقت قال الله تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ {العنكبوت:48}

ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم:6472 ، والفتوى رقم: 21627.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني