الفصل الخامس
في الفعل وأقسامه
والفعل : ما دل على حدث مقترن بزمان محصل مميز بفعل مخصوص .
والحدث : المصدر ، وهو اسم الفعل ، والزمان المحصل الماضي والحال والمستقبل ، وهو منقسم بحسب انقسام الزمان ، فالماضي منه كقام وقعد .
والحاضر والمستقبل في اللفظ واحد ، ويسمى المضارع وهو ما في أوله إحدى الزوائد الأربع وهي : الهمزة ، والتاء ، والنون ، والياء ، كقولك : أقوم ، وتقوم ، ونقوم ، ويقوم . وتخليص المستقبل عن الحاضر بدخول السين أو سوف عليه كقولك : سيقوم ، وسوف يقوم .
وأما فعل الأمر ، فما نزع منه حرف المضارعة كقولك في يقوم قم ونحوه .
ويدخل في هذه الأقسام : فعل ما لم يسم فاعله ، وأفعال القلوب والجوارح ، والأفعال الناقصة ، وأفعال المدح والذم والتعجب .
والفعل وإن كان كلمة مفردة عند النحاة مطلقا [1] ، فعند الحكماء [2] المفرد منه إنما هو الماضي دون المضارع ، وذلك لأن حرف المضارعة في المضارع هو [ ص: 61 ] الدال على الموضوع [3] معينا كان أو غير معين ، والمفرد هو الدال الذي لا جزء له يدل على شيء أصلا على ما سبق تحقيقه في حد المفرد ، وهو بخلاف الماضي فإنه وإن دل على الفعل وعلى موضوعه فليس فيه حرف يدل على الموضوع فكان مفردا .
وقد ألحق بعضهم ما كان من المضارع الذي في أوله الياء بالماضي في الإفراد دون غيره ; لاشتراكهما في الدلالة على الفعل وعلى موضوع له غير معين وليس بحق ، فإنهما وإن اشتركا في هذا المعنى فمفترقان من جهة دلالة الياء على الموضوع الذي ليس معينا ، بخلاف الماضي حيث إنه لم يوجد منه حرف يدل على الموضوع كما سبق .