الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثالث ) قال القرطبي : اختلفت الأحاديث في كيفية السؤال ، والجواب عن ذلك أنه يختلف باختلاف الأشخاص فمنهم من يسأل عن بعض اعتقاداته ومنهم من يسأل عن كلها ، ويحتمل أن يكون الاقتصار على بعضها من بعض الرواة وأتى به غيره تاما . وصوبه السيوطي لاتفاق أكثر الأحاديث عليه ، نعم يؤخذ منها - خصوصا من رواية أبي داود عن أنس المارة : فما يسأل عن شيء بعدها . وعند ابن مردويه : فما يسأل عن شيء غيرها - أنه لا يسأل عن شيء من التكليفات غير الاعتقاد خاصة وصرح به في رواية البيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال : الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم ، قيل لعكرمة ما هو ؟ قال يسألون عن الإيمان بمحمد وأمر التوحيد . وقد ذكر الجلال السيوطي أنه ورد في رواية عن أنس رضي الله عنه أن الميت يسأل في المجلس الواحد ثلاث مرات ، وباقي الروايات ساكتة عن ذلك فتحمل على ذلك أو يختلف الحال بالنسبة إلى الأشخاص . وعن طاوس أن الموتى يسألون سبعة أيام .

قلت : وتقدم عن مجاهد أن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا وأنهم كانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام - رواه الإمام أحمد في الزهد وكذا أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح إلا أنه مرسل ، وروي من وجه متصل أيضا وحكمه الرفع لأنه ليس للرأي فيه مجال . . . . وقد روى كل ذلك الإمام الحافظ ابن رجب في كتابه أهوال القبور وذكر عن مجاهد أيضا أن الأرواح تمكث في قبورها سبعة أيام .

وقد روي عن عبيد بن عمير فيما أخرجه عنه ابن جريج أن المؤمن يفتن سبعة أيام والمنافق يفتن أربعين يوما .

التالي السابق


الخدمات العلمية