الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الرابع )

ظواهر الآثار وأقوال العلماء أن كيفية الوزن في الآخرة خفة وثقلا مثل كيفيته في الدنيا ، ما ثقل نزل إلى أسفل ثم يرفع إلى عليين ، وما خف طاش إلى أعلى ثم نزل إلى سجين ، وبه صرح جموع منهم القرطبي .

وقال بعض المتأخرين : بل الصفة مختلفة ، وإن عمل المؤمن إذا رجح صعد وسفلت سيئته ، والكافر تسفل كفته لخلو الأخرى عن الحسنات ، ثم تلا قوله تعالى : ( والعمل الصالح يرفعه ) .

وذكر بعضهم في صفة الوزن أن تجعل جميع [ ص: 189 ] أعمال العباد في الميزان في مرة واحدة ، الحسنات في كفة النور ، وهي يمين العرش جهة الجنة ، والسيئات في كفة الظلمة ، وهي عن يساره جهة النار ، ويخلق الله لكل إنسان علما ضروريا يدرك به خفة أعماله وثقلها .

وقيل : بل علامة الرجحان عمود نور يقوم في كفة الحسنات حتى يكسو كفة السيئات ، وعلامة الخفة عمود ظلمة يقوم من كفة السيئات حتى يكسو كفة الحسنات لكل أحد وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية