( الرابعة ) على قسمين أيضا مجمل ومفصل ، أما المجمل : فهو بحسب تلك الأسباب التي تقتضي العذاب ، ومن أنفعها أن يجلس عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله فينام على تلك التوبة ويعزم على أن لا يعود إلى الذنب إذا استيقظ ويفعل هذا كل ليلة ، فإن مات من ليلته مات على توبة وإن استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخير الأجل ، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم فمن أراد الله به خيرا وفقه لذلك ولا قوة إلا بالله . الأسباب المنجية من عذاب القبر
وأما المفصل فمنها ما رواه مسلم في صحيحه من حديث رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سلمان الفارسي " . رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان
وفي سنن الترمذي من حديث رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فضالة بن عبيد " . قال كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه يجري عليه عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر الترمذي حديث حسن صحيح .
وتقدم ذكر الشهداء ، والذي يقرأ ( تبارك الملك ) فعن رضي الله عنهما قال : ابن عباس " قال ضرب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر [ ص: 20 ] وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ضربت خبائي على قبر أنا لا أحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر الترمذي حديث حسن غريب .
قال الإمام المحقق ابن القيم في كتاب الروح : روينا في مسند عن عبد بن حميد إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن رضي الله عنهما أنه قال لرجل ألا أتحفك بحديث تفرح به ؟ قال الرجل بلى قال اقرأ ( ابن عباس تبارك الذي بيده الملك ) احفظها وعلمها أهلك وولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له إلى ربها أن ينجيه من عذاب القبر - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي " .
قال : وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أبو عمر بن عبد البر " إن سورة ثلاثين آية شفعت في صاحبها حتى غفر له - تبارك الذي بيده الملك