[ ص: 68 ] ( الثانية )
وهي كثيرة جدا . الأمارات المتوسطة وهي التي ظهرت ولم تنقض بل تزايد وتكثر
( منها ) : قوله صلى الله عليه وسلم " " رواه لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع الإمام أحمد والترمذي من حديث والضياء المقدسي حذيفة رضي الله عنه . واللكع العبد والأحمق واللئيم . والمعنى : لا تقوم الساعة حتى يكون اللئام والحمقى ونحوهم رؤساء الناس .
( ومن الأمارات ) : قوله صلى الله عليه وسلم " يأتي على الناس زمان الصابر على دينه كالقابض على الجمر " رواه الترمذي عن أنس .
وقوله صلى الله عليه وسلم " " رواه لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن وابن حبان أنس رضي الله عنه . وقوله صلى الله عليه وسلم : " يكون في آخر الزمان عباد جهال وقراء فسقة - وفي لفظ - فساق " رواه أبو نعيم والحاكم عن أنس .
( ومنها ) : أن يرى الهلال ساعة يطلع فيقال لليلتين لانتفاخه وكبره ، روى معناه عن الطبراني وفي لفظ " ابن مسعود " بالخاء المعجمة أي عظمها وروي بالجيم . من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة
( ومنها ) : اتخاذ المساجد طرقا . ( ومنها ) ما أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أنس رضي الله عنه مرفوعا " من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة : إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة وأضاعوا الأمانة وأكلوا الربا واستحلوا الكذب واستخفوا بالدماء واستعلوا البناء وباعوا الدين بالدنيا وتقطعت الأرحام ويكون الحلم ضعفا والكذب صدقا والحرير لباسا وظهر الجور وكثر الطلاق وموت الفجأة وائتمن الخائن وخون الأمين وصدق الكذاب وكذب الصادق وكثر القذف وكان المطر قيظا والولد غيظا وفاض اللئام فيضا وغاض الكرام غيضا وكان الأمراء والوزراء والأمناء خونة والعرفاء ظلمة والقراء فسقة ، إذا لبسوا مسوك الضأن قلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود والظلمة وتظهر الصفراء وتطلب البيضاء - يعني الذهب والفضة - وتكثر الخطباء ويقل الأمر بالمعروف وحليت المصاحف وصورت المساجد وطولت المنابر وخربت [ ص: 69 ] القلوب وشربت الخمور وعطلت الحدود وولدت الأمة ربتها وترى الحفاة العراة صاروا ملوكا وشاركت المرأة زوجها في التجارة وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وحلف بغير الله وشهد المرء من غير أن يستشهد وسلم للمعرفة وتفقه لغير الله وطلبت الدنيا بعمل الآخرة واتخذ المغنم دولا - وهو بضم الدال المهملة وفتح الواو : ما يتداول من المال ، ومعناه إذا اختص الأغنياء وأرباب المناصب بأموال الفيء ومنعوها مستحقيها كما في النهاية - والأمانة مغنما والزكاة مغرما وكان زعيم القوم أرذلهم وعق الرجل أباه وجفا أمه وبر صديقه وأطاع امرأته وعلت أصوات الفسقة في المساجد واتخذت القيان والمعازف وشربت الخمور في الطرق واتخذ الظلم فخرا وبيع الحكم وكثرت الشرط واتخذ القرآن مزامير وجلود السباع صفافا - أي بأن تجعل على السروج كما يفعله أمراء زماننا - ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات " .
( ومنها ) : ما رواه الإمام أحمد وعبد بن حميد عن وابن أبي حاتم سليمان موقوفا والحسن بن سفيان مرفوعا " وابن عساكر وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب " .
( ومنها ) : ما أخرجه أيضا الإمام أحمد والحاكم عن وابن ماجه أنس رضي الله عنه مرفوعا " " يعني فتقرب إقامة الساعة . وأخبار من هذه كثيرة جدا ذكرت منها طرفا صالحا في كتابي البحور الزاخرة في علوم الآخرة . إذا كانت الفاحشة في كباركم والملك في صغاركم والعلم في رذالكم والمداهنة في خياركم
( منها ) : ما في صحيح وغيره من حديث البخاري أنس رضي الله عنه أنه قال : ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد ويقل الرجال ويكثر النساء " . إن من أشراط الساعة أن
وفي الصحيح من حديث رضي الله عنه قال : أبي هريرة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث . وقال بعض القوم [ ص: 70 ] سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه : قال أين السائل عن الساعة ؟ فقال ها أنا يا رسول الله قال " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " قال كيف إضاعتها ؟ قال " متى الساعة ؟ إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " والله أعلم . بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي قال