الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "علم الإيمان الصلاة فمن فرغ لها قلبه وحاذ عليها بحدودها فهو مؤمن"   .

حدثنيه محمد بن أحمد بن يعقوب الشافعي ثنا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن موسى الحرشي نا بكر بن بكار نا حمزة الزيات نا أبو سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري.

المشهور من هذا حافظ عليها فإن صح قوله: حاذ فمعناه ومعنى الأول سواء.

يقال حاذ على الشيء إذا حافظ عليه ومنه قوله تعالى: استحوذ عليهم الشيطان قال حميد بن ثور [ ص: 270 ] :


على أحوذيين استقلت عليهما نجاة تراها لمعة فتغيب

يريد جناحي القطاة.

وقد وصفت عائشة عمر بذلك فقالت: "كان أحوذيا نسيج وحده "، ويروى: "أحوزيا" قال: بعض أهل اللغة: الأحوذي: القطاع للأمور والأحوزي: الجامع لما شذ.

وأخبرنا ابن الأعرابي ثنا عباس الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود أنا وهب بن جرير قال: سألت أعرابيا عن قول عائشة في عمر بن الخطاب: كان أحوزيا قلت: ما الأحوزي؟ قال: الذي يحتاز بالأمر دون الناس ومما جاء على وزنه من النعوت الألمعي: الذي يظن الظن فلا يخطئ قالوا: واشتقاقه من لمعان النار وتوقدها ومثله اللوذعي وهو المتوقد واشتقاقه من لذع النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية