حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك نا عمر بن حفص السدوسي نا ثنا عاصم بن علي أبو الأحوص عن سماك عن عن عكرمة قال: كان رسول الله يقول ذلك [ ص: 271 ] . ابن عباس
الضبنة: عيال الرجل ومن تلزمه نفقته وسموا ضبنة لأنهم في ضبن من يعولهم والضبن ما بين الكشح والإبط تعوذ بالله من كثرة العيال وخص به السفر لأنه مظنة الإقواء.
وقد قال صلى الله عليه: . "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت"
وفيه وجه آخر وهو أن يكون إنما تعوذ من صحبة من لا غناء عنده ولا كفاية إنما هو كل وعيال عليه وقال بعضهم: إنما هو الضمنة بالميم وهي العلة المزمنة وهذا وجه إلا أن الرواية جاءت بالباء.
فأما حديثه الآخر: "أنه كان يتعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة الشطة وسوء المنقلب".
حدثنيه محدث نا عمر بن محمد بن بحيرة نا سليمان بن داود أبو الربيع نا عن ابن وهب عن ابن جريج أبي الزبير أن عليا الأسدي أخبره أن علمه أن رسول الله كان يقول ذلك. عبد الله بن عمر
هكذا قال: الشطة وهي بعد المسافة يقال: شط المكان إذا بعد يشط ويشط ويقال: شطت به النوى أي بعدت به المسافة قال الشاعر:
تشط غدا دار جيراننا وللدار بعد غد أبعد
[ ص: 272 ]ومن هذا قولهم أشط الرجل في الحكم إذا تباعد عن الحق قال الأحوص:
ألا يا لقوم قد أشطت عواذلي ويزعمن أن أودى بحقي باطلي
يقال شقة شاقة: أي طريق بعيدة ذات مشقة.