حدثناه محمد بن يحيى الشيباني نا نا محمد بن علي بن زيد عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة ابن شهاب.
قوله: حاسوا العدو ضربا أي أسرعوا إليهم بالضرب والحوس الإقدام والتسرع.
يقال رجل أحوس أي مقدام لا يرده شيء وحكى عن ابن السكيت قال يقال تركت فلانا يحوس بني فلان ويجوسهم [ويدوسهم] أي يطؤهم فأما الحس فهو القتل. الأصمعي
قال الله تعالى: إذ تحسونهم بإذنه ومعنى أجهضوهم نحوهم [وبعدوهم] وطردوهم والأصل في الإجهاض الإزلاق ولذلك قيل للسقط جهيض.
واللأمة الدرع تجمع على اللؤم [على غير قياس] ويحوز المسلمين: أي يسوقهم.
وقوله: استوسقوا معناه اجتمعوا وانضموا يسومهم الانقياد والاستسلام.
يقال استوسقت الإبل إذا فعلت ذلك ومنه قول أبي صرمة الأنصاري:
إن لنا قلائصا نقانقا مستوسقات لو يجدن سائقا
شبهها بالظلمان لسرعتها والنقنق: الظليم. وحبل العاتق: رباط ما بينه وبين المنكب [ ص: 114 ] .وفي قصة أحد وقال: "إن رأيتمونا يخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم [هذا] حتى أرسل إليكم" عبد الله بن جبير . أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل على الرماة
حدثناه نا ابن داسة نا أبو داود النفيلي نا زهير نا أبو إسحاق عن البراء.
قوله: يخطفنا الطير مثل والمعنى إن رأيتمونا قد انهزمنا وولينا [فلا تبرحوا يقال فلان ساكن الطير وواقع الطير] إذا كان هادئا وقورا وضرب المثل بالطير لأنه لا يقع إلا على الشيء الساكن.
ويقال للإنسان إذا طاش وأسرع: قد طار طيره. قال لقيط الإيادي:
هو الجلاء الذي يجتز أصلكم إن طار طيركم يوما وإن وقعا
وفي قصة أحد: "أنه أخذ الحربة فزجل بها أبي بن خلف".
أخبرناه ابن هاشم نا عن الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس.
زجل بها أي رمى بها وأكثر ما يقال ذلك في الشيء الرخو كالقصبة ونحوها [ ص: 115 ] .
وفي قصة أحد أنه قال لأصحابه "اليوم تسرون" سمعت أبا عمر يقول معناه اليوم يقتل سريكم فقتل حمزة. ويقال تشرف القوم إذا أصيب شريفهم وتكموا إذا قتل كميهم وأنشد:
بل لو شهدت القوم إذ تكموا
.ويقال استيد القوم إذا أصيب سيدهم واستيد فيهم إذا خطب إلى سادتهم وأنشد الباهلي:
أراد ابن كوز والسفاهة كاسمها ليستاد منا أن شتونا لياليا
تبغ ابن كوز في سوانا فإنه غذا الناس مذ جاء الرسول الجواريا