الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: "أن نقادة الأسدي قال يا رسول الله إني رجل مغفل فأين أسم قال: "في موضع الجرير من السالفة" قال فقلت يا رسول الله اطلب إلي طلبة فإني أحب أن أطلبكها قال: "أبغني ناقة حلبانة ركبانة غير أن لا توله ذات ولد عن [ ص: 117 ] ولدها"   .

يرويه ابن أبي مسرة عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن مسيح [الأسدي] عن عتيبة بن عاصم بن سعر بن نقادة عن أبيه عن جده عن نقادة.

ورواه محمد بن إسماعيل الجعفي عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن مسيح مثله وساق الخبر إلا أنه لم يذكر "إني رجل مغفل ولا حلبانة ركبانة".

قوله: إني رجل مغفل يريد أنه صاحب إبل أغفال والأغفال هي التي لا سمة عليها.

قال الأصمعي الأطلاق من الإبل التي لا عقل عليها والأعطال التي لا أرسان عليها وقال الكسائي الباهل من الإبل التي لا سمة عليها قال والجمع المباهيل والجرير الزمام، والسالفة: مقدم صفحة العنق وسميت سالفة لأنها تتقدم البدن قال الشاعر:


إنا لنصفح عن مجاهل قومنا ونقيم سالفة العدو الأصيد

وسالف كل شيء: أوله. وسلافة الخمر: ما سال من العنب قبل أن يعصر [ ص: 118 ] .

وقوله: حلبانة ركبانة يريد [ناقة] غزيرة تحلب وراحلة تركب يقال ناقة حلباة ركباة وحلبانة ركبانة قال الشاعر:


حلبانة ركبانة ضفوف     تخلط بين وبر وصوف

الضفوف الغزيرة ويروى صفوف وهي التي تصف يديها عند الحلب والصفوف أيضا هي التي تجمع بين محلبين في حلبة.

وقوله: تخلط بين وبر وصوف. يصف سيرها يقول: كأن يديها يدا ناسجة تخلط بين وبر وصوف من سرعتها. وقال آخر:


إن الحرام غزيرة حلبانة     ووجدت حالبة الحلال مصورا

ويروى غزيرة حلباته ومنه المثل: الحلال يقطر والحرام يسيل. والطلبة الحاجة والإطلاب: إنجازها. يقال طلب إلي فأطلبته أي أسعفته بما طلب ، ومثله سأل فأسألته أعطيته سؤله ويقال ابغني كذا أي اطلبه لي وأبغني بقطع الألف أي أعني على طلبه ومثله أحملني أي أعني على حمولتي وكذلك أحلبني على الحلب ومثله كثير.

التالي السابق


الخدمات العلمية