الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "لا تحرم الملحة والملحتان".  

حدثناه محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم الفضل.

الملحة بالحاء: الرضعة الواحدة. والملح: الرضاع. قال أبو الطمحان القيني:


وإني لأرجو ملحها في بطونكم وما بسطت من جلد أشعث أغبرا



[ ص: 572 ] وكانوا أغاروا على إبله يقول: أرجو أن يعطفكم ما شربتم من ألبانها وترعون لي حرمة ذلك فتردونها، وقال آخر:


لا يبعد الله رب البلا     د الملح ما ولدت خالده

وقال عمرو بن سعيد لعبد الملك يوم قتله: أذكرك ملح فلانة يعني امرأة أرضعتهما معا. والملح الشحم أيضا. قال مسكين الدارمي:


لا تلمها إنها من أمة     ملحها موضوعة فوق الركب

وقال الأصمعي: بعير مملح إذا كان فيه شيء من شحم. وقال عروة:


عشية رحنا سائرين وزادنا     بقية شحم من جزور مملح

فأما الملجة بالجيم فهي المصة. يقال ملجها وملقها ولا يقال ملحها من الملح إنما يقال ملحت به إذا أرضعته.

وفي الحديث من الفقه أن الرضعة والرضعتين لا توقع الحرمة.  

وفي بعض الروايات: "لا تحرم الخلجة والخلجتان" وأصل الخلج النزع وكل قليل من الماء نزع، عن كثير فقد خلج منه، ومن هذا خليج البحر.

التالي السابق


الخدمات العلمية