الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه مرت به سحابة فرعدت فقال: "تنصلت هذه، أو تنصلت هذه، تنصر بني كعب".  

حدثناه الصفار، ثنا عباس الدوري، نا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، عن رجل من خزاعة.

قوله: تنصلت معناه: جاءت وأقبلت، من قولك: نصل علينا فلان إذا خرج عليك من طريق أو ظهر من وراء حجاب، ونحو ذلك. وأما تنصلت [ ص: 630 ] فمعناه تنحو وتقصد، يقال للرجل إذا تشمر للأمر وتجرد له قد انصلت له. ومنه قولهم: سيف صلت، وقد أصلته صاحبه. وقال ذو الرمة يصف عيرا وأتنا:


فراح منصلتا يحدو حلائله أدنى تقاذفه التقريب والخبب

وقوله: تنصر بني كعب، معناه تجودهم وتمطرهم. قال أبو عبيدة: يقال نصر المطر أرض فلان إذا جادها وعمها، واحتج بقول الشاعر:


إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي     بلاد تميم وانصري أرض عامر

وقال في قوله: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة أي لن يصنع الله له ولن يرزقه.

قال: ووقف أعرابي يسأل الناس في المسجد فقال: من نصرني نصره الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية