[ ص: 640 ] يروى هذا الحديث عن عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد حدثت به من طريق أبي هريرة. عن ابن المبارك، رواه عنه الأوزاعي، عمار بن عبد الجبار المروزي، وفي بعض ألفاظه اختلاف.
والأبرام اللئام واحدهم برم. يقال رجل برم، وهو الذي لا يخرج مع أصحابه في الميسر شيئا. ودحض الأقدام: جمع داحض، وهم الذين لا ثبات لهم ولا عزيمة في الأمور. ويقال ذلك أيضا للساقط المرتبة. من قولك: دحض الرجل دحضا إذا زلت قدمه، ودحضت حجته إذا بطلت. والدوية: الأرض الملساء التي لا نبات بها. والسربخ: الأرض الواسعة. وأنشدني قوله: عباب سالفها، العباب أول الماء ومعظمه يريد أنهم أهل سابقة وشرف، الحسن بن خلاد قال: أنشدنا ابن دريد، أنشدنا أبو حاتم، أنشدنا لشاعر يصف القطا: الأصمعي
غدت في رعيل ذي أداوى منوطة بلباتها مدبوغة لم تمرخ إذا سربخ غطت مجال سرابه
تمطت فحطت بين أرجاء سربخ
[ ص: 641 ] وأخبرني أحمد بن أبي ذر، أنا ابن دريد، أنا أبو حاتم، عن قال: لقيت أعرابيا فقلت: ممن أنت؟ قال: أسدي قلت: من أي البلاد؟ قال: من أهل الأصمعي: عمان. قلت: فأنى لك هذه الفصاحة؟ قال: إنا سكنا بأرض لا نسمع بها باخجة التيار، قلت: فصف لي أرضك. قال: سيف أفيح، وفضاء صحصح، وجبل صلدح، ورمل أصبح. قلت: فما مالك؟ قال: النخل. قلت: فأين أنت عن الإبل. قال: إن النخل حملها غذاء، وسعفها ضياء، وجذعها بناء، وكربها صلاء، وليفها رشاء، وخوصها وعاء، وقروها إناء.
قال الباخجة: الصوت. والصلدح الشديد الصلب، وهو الصردح أيضا، والأصبح لون إلى الحمرة، وقرو النخلة أصلها ينقر فيجعل كالجفنة.
وقوله: يضحي أعلامها قامسا، يريد بالأعلام الجبال الطوال، واحدها علم، يريد أن جبالها تبدو أو ترتفع للناظر مرة وتغيب أخرى، وذلك أن لمعان الآل يطفو بالأشخاص في رأي العين، ويرسب بها. والقموس: أن يغيب الشيء في الماء. وطموس السراب دروسه، يريد أنه يذهب مرة ويعود أخرى ؛ كقول الشاعر:
بيد ترى قيزانهن طمسا بواديا مرا ومرا قمسا
وطاب ألبان اللقاح وبرد
أراد بالألبان اللبن، ولذلك قال: وبرد. قال وقد تأتي العرب بلفظ الواحد تريد به الاثنين ؛ كقوله: أبو العباس ثعلب:
إذا رأيت أنجما من الأسد جبهته أو الخراة والكتد
والأخاشب: جمع الأخشب، وهو كل جبل خشن غليظ الحجارة. والحومانة واحدة الحوامين. قال هي أماكن غلاظ منقادة. والهداب ورق الأرطى، والواحدة: هدابة. وكل ما لم ينبسط ورقه كالطرفاء ونحوه فورقه هدب وهداب، ومنه هدب الثوب. الأصمعي:
وقوله: حشد معناه أنهم أهل احتشاد ومعونة. والرفد جمع رافد، وهو المعين، والرفد: المعونة.
وقوله: سقتها الأنواء، أي سقتها السماء. والأنواء النجوم، واحدها [ ص: 643 ] نوء. وكان من مذهب العرب أن يضيفوا وقوع المطر إلى الأنواء، فخرج هذا على عادة كلامهم.