الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث العباس أنه تقدم الناس يوم فتح مكة فقال: يا أهل مكة أسلموا تسلموا فقد استبطنتم بأشهب بازل.  

من حديث سليمان بن حرب الواشحي عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة.

قوله بأشهب بازل أي بأمر شديد أو بيوم صعب أو نحو ذلك من نعت المكروه قال مقاس العائذي وهو جاهلي:


فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي إذا كان يوم ذو كواكب أشهب

ويقال: جيش أشهب وكتيبة شهباء لما فيهما من بياض السلاح والشهباء أيضا من أسماء السنة.

.

أخبرني أبو عمر أنا أبو موسى عن أبي العباس ثعلب قال: يقال: أصابتهم كحل، والضبع، والشهباء، والبيضاء، والبرشاء، والرشماء، والقشفاء، والقشراء، والرملاء، والسوداء، والحمراء، وأصابتهم أزمة [ ص: 241 ] وأزبة، وأزلة وعام، كل ذلك في الجدب والمحل ويقال: أيضا يوم أشهب إذا كان شديد البرد قال ابن هرمة:


وكانت لعباس ثلاث يعدها     إذا ما جناب الناس أصبح أشهبا
فسلسلة تنهى الظلوم وجفنة     تراح فتكسوها السنام المرعبا
وحلة عصب ما تزال معدة     لعار ضريك ثوبه قد تهببا

ويقال: كان للعباس ثوب لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم ومقطرة لجاهلهم. فالشهبة في كل ما وصفوه من هذا يراد بها المكروه ينذرهم العباس يقول لهم دهيتم بأمر صعب لا طاقة لكم به والبازل المسن الشديد من الإبل ضربه مثلا لشدة الأمر الذي نزل بهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية