هذا قد ذكره ابن قتيبة في كتابه وفسره فقال قوله قفية آبائه يريد تلوهم وتابعهم وهو من قفوت الرجل إذا تبعته وكنت في إثره يقال: هذا قفي الأشياخ وقفيتهم إذا كان الخلف منهم.
وقوله دلونا إليك أي متتنا واستشفعنا وأصله من الدلو.
.
وقال أما قفية آبائه فإنه تلوهم وتابعهم والخلف منهم فمن المستقيم المطرد في اللغة إلا أنه من البعيد الممتنع أن يكون عمر جعل العباس تابع آبائه أو رآه خلفا منهم في طريق دين أو دنيا وإنما يحسن أن يتأول المتأول الكلام على معانيه اللائقة به المنقادة له دون الوجوه الأبية عليه النافرة عنه ومعنى القفية المختار. أبو سليمان
قال يقال: اقتفيت الشيء بمعنى اخترته والاسم القفوة يريد أنه المختار من آبائه ومنه القفي وهو ما يؤثر به الرجل من طعام. أبو زيد
وقد يحتمل أن يكون أراد أنه تابعهم والمتقيل لأثرهم في الاستسقاء وذلك أن عبد المطلب قد استسقى لأهل الحرم حين أقحطوا فسقاهم الله وقد ذكرنا هذه القصة وفسرناها في حديث رسول الله عليه السلام لا أعلم لما [ ص: 244 ] ذهب إليه ابن قتيبة وجها غير هذا وكان الواجب عليه إن كان أراده أن يذكره ولا يغفله.
وأما قوله دلونا به إليك أي متتنا واستشفعنا فإنه محرف عن وجهه وموضوع في غير موضعه إنما يقال: أدليت بالألف بمعنى متت وتوسلت.
يقال: فلان يدلي بحجة ويدلي بقرابة ونحو ذلك تمثيلا له. ومن يرسل الدلو يستقي ماء يقال: أدلى الرجل دلوه إذا ألقاها في البئر ودلاها إذا نزعها ومعنى دلونا في قول أقبلنا به وسرنا قال عمر الدلو السير الرويد وأنشد: الفراء
لا تعجلا بالسير وادلواها
.وقال غيره الدلو السير الرفيق وكلاهما واحد وقال الراجز:
لا تقلواها وادلواها دلوا إن مع اليوم أخاه غدوا