ذكر ولاية ابنه  الحكم  ولقبه المنتصر  
ولما مات استخلف بعده ابنه  الحكم  ، وكان  الحكم  صارما ، حازما ، وهو أول من استكثر من المماليك بالأندلس  ، وارتبط الخيل ببابه ، وتشبه بالجبابرة . 
 [ ص: 312 ] وكان يباشر الأمور بنفسه ، وكان فصيحا ، شاعرا ، ولما ولي خرج عليه عماه  سليمان  وعبد الله  ، وكانا في بر العدوة الغربية ، فعبر  عبد الله البلنسي  إلى الأندلس  ، فتولى بلنسية  ، وتبعه أخوه  سليمان  ، وكان بطنجة  ، وأقبلا يؤلبان الناس على  الحكم  ، ويثيران الفتنة ، فتحاربوا مدة والظفر  للحكم     . 
ثم إن  الحكم  ظفر بعمه  سليمان  ، فقتله سنة أربع وثمانين ومائة . 
[ وأما  عبد الله     ] فأقام ببلنسية  ، وقد كف عن الفتنة ، وخاف فراسل  الحكم  في الصلح ، فأجابه إلى ذلك ، فوقع الصلح بينهما سنة ست وثمانين وزوج أولاد  عبد الله  بأخواته ، وسكنت الفتنة . 
ولما اشتغل  الحكم  بالفتنة مع عميه اغتنم الفرنج الفرصة ، فقصدوا بلاد الإسلام ، وأخذوا مدينة برشلونة  واتخذوها دارا ، ونقلوا أصحابهم إليها ، وتأخرت عساكر المسلمين عنها ، وكان أخذها سنة خمس وثمانين ومائة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					