الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 477 ] ذكر الغزاة إلى الفرنج

وفي هذه السنة جهز الحكم أمير الأندلس جيشا مع عبد الكريم بن مغيث إلى بلاد الفرنج بالأندلس ، فسار بالعساكر حتى دخل بأرضهم ، وتوسط بلادهم ، فخربها ونهبها وهدم عدة من حصونها ، [ وكان ] كلما أهلك موضعا وصل إلى غيره ، فاستنفد خزائن ملوكهم .

فلما رأى ملكهم فعل المسلمين ببلادهم كاتب ملوك جميع النواحي مستنصرا بهم ، فاجتمعت إليه النصرانية من كل أوب ، فأقبل في جموع عظيمة بإزاء عسكر المسلمين ، بينهم نهر ، فاقتتلوا قتالا شديدا عدة أيام ، المسلمون يريدون يعبرون النهر ، وهم يمنعون المسلمين من ذلك .

فلما رأى المسلمون ذلك تأخروا عن النهر ، فعبر المشركون إليهم ، فاقتتلوا أعظم قتال ، فانهزم المشركون إلى النهر ، فأخذهم السيف والأسر ، فمن عبر النهر سلم ، وأسر جماعة من كنودهم وملوكهم وقمامصتهم ، وعاد الفرنج يلزمون جانب النهر ، يمنعون المسلمين من جوازه ، فبقوا كذلك ثلاثة عشر يوما ، يقتتلون كل يوم ، فجاءت الأمطار ، وزاد النهر وتعذر جوازه ، فقفل عبد الكريم عنهم سابع ذي الحجة .

التالي السابق


الخدمات العلمية