الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

وفيها ولد الأمين ، واسمه محمد ، في شوال ، فكان المأمون أكبر منه وفيها استوزر الرشيد يحيى بن خالد ، وقال له : قد قلدتك أمر الرعية ، فاحكم فيها بما ترى ، واعزل من رأيت ، واستعمل من رأيت . ودفع إليه خاتمه ، فقال إبراهيم الموصلي في ذلك :


ألم تر أن الشمس كانت سقيمة فلما ولي هارون أشرق نورها     بيمن أمين الله هارون ذي الندى
فهارون واليها ويحيى وزيرها



وكان يحيى يصد عن رأي الخيزران أم الرشيد .

وفيها توفي يزيد بن حاتم المهلبي ، والي إفريقية ، واستخلف عليها ابنه داود ، وانتقضت جبال باجة ، وخرج فيها الإباضية فسير إليهم داود جيشا ، فظفر بهم الإباضية ، وهزموهم ، فجهز إليهم جيشا آخر ، فهزمت الإباضية ، فتبعهم الجيش ، فقتلوا منهم ، فأكثروا .

وبقي داود أميرا إلى أن استعمل الرشيد عمه روح بن حاتم المهلبي أميرا على إفريقية ، وكانت إمارة داود تسعة أشهر .

[ ص: 275 ] وفيها عزل الرشيد عمر بن عبد العزيز العمري عن المدينة ، على ساكنها السلام ، واستعمل عليها إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس .

وفيها ظهر من كان مستخفيا ، منهم طباطبا العلوي ، وهو إبراهيم بن إسماعيل ، ( وعلي ) بن الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وبقي نفر من الزنادقة لم يظهروا ، منهم : يونس بن فروة ، ويزيد بن الفيض .

وفيها عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا ، وسميت العواصم ، وأمر بعمارة طرسوس على يدي فرج الخادم التركي ونزلها الناس .

وحج بالناس الرشيد ، وقسم بالحرمين عطاء كثيرا ، وقيل إنه غزا الصائفة بنفسه ، وغزا الصائفة سليمان بن عبد الله البكائي .

وكان على مكة والطائف : عبد الله بن قثم ، وعلى الكوفة : موسى بن عيسى وعلى البصرة والبحرين واليمامة وعمان والأهواز وفارس : محمد بن سليمان بن علي ، وكان على خراسان : الفضل بن سليمان الطوسي ، وعلى الموصل : عبد الملك .

[ ص: 276 ] وفيها أوقع عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس ببرابر نفزة ، فأذلهم ، وقتل فيهم .

وفيها أمر عبد الرحمن ببناء جامع قرطبة ، وكان موضعه كنيسة وأخرج عليه مائة ألف دينار .

التالي السابق


الخدمات العلمية