الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل علي بن الحسين الهمداني

في هذه السنة قتل علي بن الحسين الهمداني وأخوه أحمد وجماعة من أهل بيته ، [ ص: 502 ] وكان متغلبا على الموصل .

وسبب قتله أنه خرج ومعه جماعة من قومه ومن الأزد ، فلما نظر إلى رستاق نينوى والمرج قال : نعم البلاد لإنسان واحد ! فقال بعض الأزد : فما نصنع نحن ؟ قال : تلحقون بعمان . فانتشر الخبر .

ثم إن عليا أخذ رجلا من الأزد يقال له عون بن جبلة ، فبنى عليه حائطا ، فمات فيه ، وظهر خبره ، فركبت الأزد وعليهم السيد بن أنس ، فاقتتلوا ، واستنصر علي بن الحسين بخارجي يقال له مهدي بن علوان ، فأتاه ، فدخل البلد ، وصلى بالناس ، ودعا لنفسه ، واشتدت الحرب ، وكانت أخيرا على علي بن الحسين وأصحابه ، فخرجوا عن البلد إلى الحديثة ، فتبعهم الأزد إليها ، فقتلوا عليا وأخاه أحمد وجماعة من أهلهما ، وسار أخوهما محمد إلى بغداذ فنجا ، وعادت الأزد إلى الموصل ، وغلب السيد عليها ، وخطب للمأمون وأطاعه .

( الهمداني هاهنا نسبة إلى همدان بسكون الميم وبالدال المهملة ، وهي قبيلة من اليمن ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية