[ ص: 313 ] ذكر علي بن عيسى خراسان . ولاية
وفيها عزل الرشيد منصور بن يزيد عن خراسان ، واستعمل عليها علي بن عيسى بن ماهان ، فوليها عشر سنين ، وفي ولايته خرج حمزة بن أترك الخارجي أيضا ، فجاء إلى بوشنج ، فخرج إليه عمرويه بن يزيد الأزدي ، وكان على هراة ، في ستة آلاف ، فقاتله ، فهزمه حمزة ، وقتل من أصحابه جماعة .
ومات عمرويه في الزحام ، فوجه إليه علي بن عيسى ابنه الحسين في عشرة آلاف ، فلم يحارب حمزة ، فعزله ، وسير عوضه ابنه فقاتل عيسى بن علي حمزة ، فهزمه حمزة ، فرده أبوه إليه أيضا ، فقاتله بباخرز ، وكان حمزة بنيسابور ، فانهزم حمزة ، وقتل أصحابه ، وبقي في أربعين رجلا ، فقصد قهستان .
وأرسل عيسى أصحابه إلى أوق وجوين ، فقتلوا من بها من الخوارج ، وقصد القرى التي كان أهلها يعينون حمزة ، فأحرقها ، وقتل من فيها ، حتى [ وصل ] إلى زرنج ، فقتل ثلاثين ألفا ورجع ، وخلف بزرنج عبد الله بن العباس النسفي ، فجبى الأموال وسار بها ، فلقيه حمزة بأسفزار ، فقاتله ، فصبر له عبد الله ومن معه من الصغد .
فانهزم حمزة ، وقتل كثير من أصحابه ، وجرح في وجهه ، واختفى هو ومن سلم من أصحابه في الكروم ، ثم خرج وسار في القرى يقتل ، ولا يبقي على أحد .
وكان علي بن عيسى قد استعمل على طاهر بن الحسين بوشنج ، فسار إليه حمزة ، وانتهى إلى مكتب فيه ثلاثون غلاما ، فقتلهم ، وقتل معلمهم ، وبلغ طاهرا الخبر ، فأتى قرية فيها قعد الخوارج ، وهم الذين لا يقاتلون ، ولا ديوان لهم ، فقتلهم طاهر ، وأخذ أموالهم .
وكان يشد الرجل منهم في شجرتين ، ثم يجمعهما ، ثم يرسلهما ، فتأخذ كل شجرة نصفه ، فكتب القعد إلى حمزة بالكف ، فكف وواعدهم ، وأمن الناس مدة ، وكانت بينه وبين أصحاب علي بن عيسى حروب كثيرة .