ذكر بالأندلس من الحوادث ما كان
وفي هذه السنة سير عبد الرحمن بن الحكم سرية كبيرة إلى بلاد الفرنج ، واستعمل عليها عبيد الله المعروف بابن البلنسي ، فسار ودخل بلاد العدو ، وتردد فيها بالغارات ، والسبي ، والقتل ، والأسر ، ولقي الجيوش الأعداء في ربيع الأول ، فاقتتلوا ، فانهزم المشركون وكثر القتل فيهم ، وكان فتحا عظيما .
وفيها افتتح عسكر - سيره عبد الرحمن أيضا - حصن القلعة من أرض العدو ، وتردد فيها بالغارات منتصف شهر رمضان .
وفيها أمر عبد الرحمن ببناء المسجد الجامع بجيان .
وفيها عبد الرحمن رهائن أبي الشماخ محمد بن إبراهيم مقدم اليمانية [ ص: 549 ] بتدمير ، ليسكن الفتنة بين المضرية واليمانية ، فلم ينزجروا ، ودامت الفتنة ، فلما رأى أخذ عبد الرحمن ذلك أمر العامل بتدمير أن ينقل منها ، ويجعل مرسية منزلا ينزله العمال ، ففعل ذلك ، وصارت مرسية هي قاعدة تلك البلاد من ذلك الوقت ، ودامت الفتنة بينهم إلى سنة ثلاث عشرة ومائتين ، فسير عبد الرحمن إليهم جيشا ، فأذعن أبو الشماخ وأطاع عبد الرحمن ، ، وسار إليه ، وصار من جملة قواده وأصحابه ، وانقطعت الفتنة من ناحية تدمير .