ذكر بجكم نحو بلاد الجبل وعوده مسير
في هذه السنة سار بجكم من بغداذ نحو بلاد الجبل ، ثم عاد عنها .
وكان سبب ذلك أنه صالح هذه السنة أبا عبد الله البريدي وصاهره ، وتزوج ابنته ، فأرسل إليه البريدي يشير عليه بأن يسير إلى بلاد الجبل لفتحها والاستيلاء عليها ، ويعرفه أنه إذ سار إلى الجبل سار هو إلى الأهواز واستنقذها من يد ابن بويه ، فاتفقا على ذلك ، وأنفذ إليه بجكم خمسمائة رجل من أصحابه معونة له ، وأنفذ إليه صاحبه أبا زكرياء السوسي يحثه على الحركة ، ويكون عنده إلى أن يرحل عن واسط إلى الأهواز .
وسار بجكم إلى حلوان ، وصار أبو زكرياء السوسي يحث ابن البريدي على المسير [ ص: 85 ] إلى السوس والأهواز ، وهو يدافع الأوقات ، وكان عازما على قصد بغداذ إذا أبعد عنها بجكم ليستولي عليها ، وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، وينتظر به الدوائر من هزيمة أو قتل . وأقام أبو زكرياء عنده نحو شهر يحثه على المسير ، وهو يغالطه ، فعلم أبو زكرياء مقصوده ، فكتب إلى بجكم ، فلحقه الخبر وهو سائر ، فركب الجمازات وعاد إلى بغداذ ، وخلف عسكره وراءه .
ووصل الخبر إلى البريدي بدخول بجكم إلى بغداذ ، فسقط في يده ، ثم أتته الأخبار بأن بجكم قد سار نحوه .