ذكر البريدي إلى واسط عود
كان البريدي يأمر الجند بطلب الأموال من الخليفة ، فلما أنفذ الخليفة إليه المال المذكور ، انصرفت أطماع الجند عن الخليفة إلى البريدي وعادت مكيدته عليه ، فشغب الجند عليه ، وكان الديلم قد قدموا على أنفسهم كورتكين الديلمي ، وقدم الأتراك على أنفسهم تكينك التركي غلام بجكم ، وثار الديلم إلى دار البريدي ، فأحرقوا دار أخيه أبي الحسين التي كان ينزلها ، ونفروا عن البريدي ، وانضاف تكينك إليهم ، وصارت أيديهم واحدة ، واتفقوا على قصد البريدي ونهب ما عنده من الأموال ، فساروا إلى النجمي ووافقهم العامة ، ( فقطع البريدي الجسر ، ووقعت الحرب في الماء ، ووثب العامة ) بالجانب الغربي على أصحاب البريدي ، فهرب هو وأخوه وابنه أبو القاسم وأصحابه ، وانحدروا في الماء إلى واسط ، ونهبت داره في النجمي ودور قواده ، وكان هربه سلخ رمضان ، وكانت مدة مقامه أربعة وعشرين يوما .