ذكر
في هذه السنة كان عدة حوادث بالعراق غلاء شديد ، فاستسقى الناس في ربيع الأول ، فسقوا مطرا قليلا لم يجر منه ميزاب ، ثم اشتد الغلاء والوباء ، وكثر الموت حتى كان يدفن الجماعة في القبر الواحد ولا يغسلون ، ولا يصلى عليهم ، ورخص العقار ببغداذ الأثاث حتى بيع ما ثمنه دينار بدرهم ، وانقضى تشرين الأول وتشرين الثاني ، والكانونان ، وشباط ، ولم يجئ مطر غير المطرة التي عند الاستسقاء ، ثم جاء المطر في آذار ونيسان .
وفيها في شوال ، استوزر المتقي لله ، بعد عود أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي المعروف بالقراريطي بني البريدي من بغداذ ، وجعل بدرا الخرشي حاجبه ، فبقي وزيرا إلى الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فقبض عليه كورتكين ، وكانت وزارته ثلاثة وأربعين يوما ، واستوزر بعده أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي ، فبقي وزيرا إلى الثامن [ ص: 99 ] والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة ، فعزله لما استولى على الأمور ابن رائق ببغداذ ، فكانت وزارته اثنين وثلاثين يوما ، ودبر الأمور أبو عبد الله الكوفي كاتب من غير تسمية بوزارة . ابن رائق
وفيها عاد الحجاج إلى العراق ، ولم يصلوا إلى المدينة ، بل سلكوا الجادة بسبب طالبي ظهر بتلك الناحية وقوي أمره .
وفيها كثرت الحميات ووجع المفاصل في الناس ، ومن عجل الفصاد برئ وإلا طال مرضه .