ذكر سيف الدولة مدينة حلب وحمص ملك
في هذه السنة سار إلى سيف الدولة ( علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ) حلب ، فملكها واستولى عليها ، وكان مع المتقي لله بالرقة ، فلما عاد المتقي إلى بغداذ وانصرف الإخشيد إلى الشام ، بقي يأنس المؤنسي بحلب ، فقصده سيف الدولة ، ( فلما [ ص: 154 ] نازلها ، فارقها يأنس وسار إلى الإخشيد ، فملكها سيف الدولة ) ، ثم سار منها إلى حمص ، فلقيه بها عسكر ، صاحب الإخشيد محمد بن طغج الشام ومصر مع مولاه كافور ، واقتتلوا ، فانهزم عسكر الإخشيد وكافور ، وملك سيف الدولة مدينة حمص ، وسار إلى دمشق فحصرها ، فلم يفتحها أهلها له فرجع .
وكان الإخشيد قد خرج من مصر إلى الشام ، وسار خلف سيف الدولة ، فالتقيا بقنسرين ، فلم يظفر أحد العسكرين بالآخر ، ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة ، فلما عاد الإخشيد إلى دمشق ، رجع سيف الدولة إلى حلب ، ولما ملك سيف الدولة حلب ، سارت الروم إليها ، فخرج إليهم ، فقاتلهم بالقرب منها ، فظفر بهم وقتل منهم .