[ ص: 229 ] ذكر غزو  سيف الدولة  بلاد الروم   
في هذه السنة غزا  سيف الدولة  بلاد الروم  في جمع كثير ، فأثر فيها آثارا كثيرة ، وأحرق وفتح عدة حصون ، وأخذ من السبي والغنائم والأسرى شيئا كثيرا ، وبلغ إلى خرشنة ، ثم إن الروم  أخذوا عليه المضايق ، فلما أراد الرجوع ، قال له من معه من أهل طرسوس     : إن الروم  قد ملكوا الدرب خلف ظهرك ، فلا تقدر على العود منه والرأي أن ترجع معنا ، فلم يقبل منهم وكان معجبا برأيه يحب أن يستبد ولا يشاور أحدا ; لئلا يقال إنه أصاب برأي غيره وعاد في الدرب الذي دخل منه ، فظهر الروم  عليه واستردوا ما كان معه من الغنائم ، ( وأخذوا أثقاله ) ، ووضعوا السيف في أصحابه فأتوا عليهم قتلا وأسرا ، وتخلص هو في ثلاثمائة رجل بعد جهد ومشقة ، ( وهذا من سوء رأي كل من يجهل آراء الناس العقلاء ، والله أعلم بالصواب ) . 
				
						
						
