ذكر عود  إبراهيم بن المرزبان  إلى أذربيجان   
في هذه السنة عاد  إبراهيم بن المرزبان  إلى أذربيجان  واستولى عليها . 
وكان سبب ذلك أنه لما قصد  ركن الدولة  ، على ما ذكرناه ، جهز العساكر معه ، وسير معه الأستاذ   أبا الفضل بن العميد  ليرده إلى ولايته ، ويصلح له أصحاب الأطراف ، فسار معه إليها ، واستولى عليها ، وأصلح له  جستان بن شرمزن  ، وقاده إلى طاعته ، وغيره من طوائف الأكراد  ، ومكنه من البلاد . 
وكان   ابن العميد  لما وصل إلى تلك البلاد رأى كثرة دخلها ، وسعة مياهها ورأى ما   [ ص: 264 ] يتحصل  لإبراهيم  منها ، فوجده قليلا لسوء تدبيره ، وطمع الناس فيه لاشتغاله بالشرب والنساء ، فكتب إلى  ركن الدولة  يعرفه الحال ، ويشير بأن يعوضه من بعض ولايته بمقدار ما يتحصل ( له من ) هذه البلاد ويأخذها منه ، فإنه لا يستقيم له حال مع الذين بها ، وإنها تؤخذ منه ، فامتنع  ركن الدولة  من قبول ذلك منه ، وقال : لا يتحدث الناس عني أني استجار بي إنسان وطمعت فيه ، وأمر  أبا الفضل  بالعود عنه وتسليم البلاد إليه ، ففعل وعاد وحكى  لركن الدولة  صورة الحال ، وحذره خروج البلاد من يد  إبراهيم  ، وكان الأمر كما ذكره ، حتى أخذ  إبراهيم  وحبس ، على ما نذكره . 
				
						
						
