ذكر حصر كسنتة  وغيرها  
في هذه السنة سار أمير صقلية  ، وهو  أبو القاسم بن الحسين بن علي بن أبي الحسين  ، في عساكر المسلمين ، ومعه جماعة من المصلحين والعلماء ، فنازل مدينة مسيني  في رمضان ، فهرب العدو عنها ، وعدا المسلمون إلى كسنتة  فحصروها أياما ، فسأل أهلها الأمان ، فأجابهم إليه ، وأخذ منهم مالا ، ورحل عنها إلى قلعة جلوا  ، ففعل كذلك بها وبغيرها ، وأمر أخاه  القاسم  أن يذهب بالأسطول إلى ناحية بربولة  ويبث السرايا في جميع قلورية  ، ففعل ذلك فغنم غنائم كثيرة ، وقتل وسبى ، وعاد هو وأخوه إلى المدينة . 
فلما كان سنة ست وستين وثلاثمائة أمر  أبو القاسم  بعمارة رمطة  ، وكانت قد خربت قبل ذلك ، وعاود الغزو وجمع الجيوش ، وسار فنازل قلعة إغاثة  ، فطلب أهلها الأمان فأمنهم ، وسلموا إليه القلعة بجميع ما فيها ورحل إلى مدينة طارنت  ، فرأى أهلها قد هربوا منها وأغلقوا أبوابها ، فصعد الناس السور ، وفتحوا الأبواب ، ودخلها الناس ، فأمر الأمير بهدمها فهدمت وأحرقت ، وأرسل السرايا فبلغوا أذرنت  وغيرها ، ونزل هو على مدينة عردلية  ، فقاتلها ، فبذل أهلها له مالا صالحهم عليه وعاد إلى المدينة . 
				
						
						
