ذكر سبكتكين على قصدار وبست
ثم إن ولاية سبكتكين عظم شأنه ، وارتفع قدره ، وحسن بين الناس ذكره ، وتعلقت الأطماع بالاستعانة به ، فأتاه بعض الأمراء الكبار ، وهو صاحب بست واسمه طغان ، مستعينا به مستنصرا .
وسبب ذلك أنه خرج عليه أمير يعرف ببابي تور ، فملك مدينة بست عليه ، وأجلاه عنها بعد حرب شديدة ، فقصد سبكتكين مستنصرا به ، وضمن له مالا مقررا ، وطاعة يبذلها له ، فتجهز وسار معه حتى نزل على بست وخرج إليه بابي تور فقاتله قتالا شديدا ، ثم انهزم بابي تور وتفرق هو وأصحابه وتسلم طغان البلد .
فلما استقر فيه طالبه سبكتكين بما استقر عليه من المال ، فأخذ في المطل ، فأغلظ له في القول لكثرة مطله ، فحمل طغان جهله على أن سل السيف فضرب يد سبكتكين فجرحها ، فأخذ سبكتكين السيف وضربه أيضا فجرحه ، وحجز العسكر بينهما ، وقامت الحرب على ساق ، فانهزم طغان واستولى سبكتكين على بست .
[ ص: 355 ] ثم إنه سار إلى قصدار ، وكان متوليها قد عصى عليه لصعوبة مسالكها ، وحصانتها ، وظن أن ذلك يمنعه ، فسار إليه جريدة مجدا ، فلم يشعر إلا والخيل معه ، فأخذ من داره ، ثم إنه من عليه ورده إلى ولايته ، وقرر عليه مالا يحمله إليه كل سنة .