[ ص: 549 ] ذكر عميد الجيوش إلى حرب بدر وصلحه معه مسير
كان في نفس بهاء الدولة على بدر بن حسنويه حقد لما اعتمده في بلاده لاشتغاله عنه بأبي العباس بن واصل ، فلما قتل أبو العباس أمر بهاء الدولة عميد الجيوش بالمسير إلى بلاده ، وأعطاه مالا أنفقه في الجند ، فجمع عسكرا وسار يريد بلاده ، فنزل جنديسابور . فأرسل إليه بدر : إنك لم تقدر على أن تأخذ ما تغلب عليه بنو عقيل من أعمالكم ، وبينهم وبين بغداذ فرسخ ، حتى صالحتهم ، فكيف تقدر على أخذ بلادي وحصوني مني ، ومعي من الأموال ما ليس معك مثلها ؟
وأنا معك بين أمرين إن حاربتك ، فالحرب سجال ، ولا نعلم لمن العاقبة ، فإن انهزمت أنا لم ينفعك ذلك لأنني أحتمي بقلاعي ومعاقلي ، وأنفق أموالي ، وإذا عجزت فأنا رجل صحراوي ، صاحب عمد ، أبعد ثم أقرب ، وإن انهزمت أنت لم تجتمع ، وتلقى من صاحبك العتب ، والرأي أن أحمل إليك مالا ترضي به صاحبك ، ونصطلح فأجابه إلى ذلك ، وصالحه ، وأخذ منه ما كان أخرجه على تجهيز الجيش وعاد عنه .