ابن فولاذ ذكر حال
في هذه السنة عظمت شوكة ابن فولاذ وكبر شأنه .
وكان ابتداء أمره أنه كان وضيعا ، فنجم في دولة بني بويه ، وعلا صيته ، وارتفع قدره ، واجتمع إليه الرجال ، فلما كان الآن طلب من مجد الدولة ووالدته أن يقطعاه قزوين لتكون له ولمن معه ( من الرجال ) ، فلم يفعلا ، واعتذرا إليه ، فقصد أطراف ولاية الري ، وأظهر العصيان ، وجعل يفسد ويغير ، ويقطع السبل ، وملك ما يليه من القرى ، فعجزا عنه ، فاستعانا بإصبهبذ المقيم بفريم ، فأتاهما في رجال الجيل ، [ ص: 615 ] وجرى بينهم وبين ابن فولاذ ( عدة حروب ، وجرح ابن فولاذ ، وولى ) منهزما حتى بلغ الدامغان ، فأقام حتى عاد أصحابه إليه ورجع إصبهبذ إلى بلاده .
وكتب ابن فولاذ إلى منوجهر بن قابوس يطلب أن ينفذ له عسكرا ليملك البلاد ، ويقيم له الخطبة فيها ، ويحمل إليه المال ، فأنفذ له ألفي رجل ، فسار بهم حتى نزل بظاهر الري ، وأعاد الإغارة ، ومنع الميرة عنها ، فضاقت الأقوات بها ، فاضطر مجد الدولة ووالدته إلى مداراته وإعطائه ما يلتمسه ، فاستقر بينهم أن يسلما إليه مدينة أصبهان ، فسار إليها ، وأعاد عسكر منوجهر إليه ، وزال الفساد ، وعاد إلى طاعة مجد الدولة .