ذكر بدران بن المقلد نصيبين ملك
قد ذكرنا محاصرة بدران نصيبين وأنه رحل عنها خوفا من قرواش ، ( فلما رحل ، شرع في إصلاح الحال معه فاصطلحا . ثم جرى بين قرواش ) ونصر الدولة بن مروان نفرة كان سببها أن كان قد تزوج ابنة نصر الدولة قرواش فآثر عليها غيرها . فأرسلت إلى أبيها تشكو منه ، فأرسل يطلبها إليه ، فسيرها فأقامت بالموصل . ثم إن ولد مستحفظ جزيرة ابن عمر وهي لابن مروان هرب إلى قرواش في الجزيرة فأرسل إلى يطلب منه صداق ابنته وهو عشرون ألف دينار ، ويطلب نصر الدولة الجزيرة لنفقتها ، ويطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول ، وترددت الرسل بينهما في ذلك فلم يستقر حال ، فسير جيشا لمحاصرة الجزيرة وجيشا مع أخيه بدران إلى نصيبين ، فحصرها بدران وأتاه قرواش فحصرها معه فلم يملك واحد من البلدين وتفرق من كان معه من العرب والأكراد . فلما رأى بدران تفرق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين ، فسلمها إليه وأرسل من صداق ابنة قرواش خمسة عشر ألف دينار واصطلحا .