[ ص: 750 ] ذكر بارسطغان وجلال الدولة الوحشة بين
اجتمع أصاغر الغلمان هذه السنة إلى جلال الدولة ، وقالوا له : قد هلكنا فقرا وجوعا ، وقد استبد القواد بالدولة والأموال عليك وعلينا ، وهذا بارسطغان ويلدرك قد أفقرانا وأفقراك أيضا .
فلما بلغهما ذلك امتنعا من الركوب إلى جلال الدولة ، واستوحشا ، وأرسل إليهما الغلمان يطالبونهما بمعلومهم ، فاعتذرا بضيق أيديهما عن ذلك ، وسارا إلى المدائن . فندم الأتراك على ذلك ، وأرسل إليهما جلال الدولة مؤيد الملك الرخجي والمرتضى وغيرهما ، فرجعا ، وزاد تسحب الغلمان على جلال الدولة إلى أن نهبوا من داره فرشا ، وآلات ، ودوابا ، وغير ذلك ، فركب وقت الهاجرة إلى دار الخلافة ، ومعه نفر قليل من الركابية والغلمان وجمع كثير من العامة وهو سكران ، فانزعج الخليفة من حضوره ، فلما علم الحال أرسل إليه يأمره بالعود إلى داره ، ويطيب قلبه ، فقبل قربوس سرجه ومسح حائط الدار بيده وأمرها على وجهه ، وعاد إلى داره والعامة معه .