الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) كره ( كراء كعبد كافر ) المتبادر منه أن " كافر " نعت لعبد ، وهو غير صحيح فكان حقه أن يقول لكافر [ ص: 19 ] أو تقديم كافر على كعبد وأجيب بأنه فصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله كعبد ، وهو جائز على قلة ، والأصل كراء كافر عبدا ونحوه ، وهو من إضافة المصدر لمفعوله أي يكره للمسلم أن يكري عبده أو نفسه أو ولده لكافر حيث كان الكافر يستبد بعمل المسلم ، ولم يكن تحت يده ، ولم يكتره في فعل محرم فإن لم يستبد الكافر بعمل المسلم كخياط يرد عليه المسلم والكافر فيجوز ، وإن كان تحت يده كأجير خدمة بيته وظئر حرم وفسخت ، وله أجرة ما عمل وكذا إن استأجره في محرم كعصر خمر ورعي خنزير ، ولكن يتصدق بالأجرة على المسلم أدبا له .

التالي السابق


( قوله : أو تقديم كافر على كعبد ) أي بأن يقول وكراء كافر كعبد ويكون إضافة كراء لكافر من إضافة المصدر لمفعوله ( قوله : وهو جائز على قلة ) أي كما أشار لذلك في الخلاصة بقوله

فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولا أو ظرفا أجز ولم يعب

أي أجز أن يفصل المضاف الشبيه بالفعل ما نصبه المضاف حالة كونه مفعولا أو ظرفا ( قوله : وهو من إضافة المصدر لمفعوله ) أي الثاني ; لأن كراء اسم مصدر بمعنى إكراء ومفعوله الأول الكاف من كعبد ; لأنها اسم بمعنى مثل ( قوله : وله أجرة ما عمل ) أي فلا يتصدق بها عليه ( قوله : ولكن يتصدق إلخ ) أي إلا أن يعذر بجهل فلا يؤخذ منه الكراء .




الخدمات العلمية