مسألة : ثعلبة الذي روي أنه نزل فيه قوله تعالى : ( ومنهم من عاهد الله ) الآيات ، ذكر الباوردي ، ، وابن السكن وابن شاهين ، وغيرهم أنه ثعلبة بن حاطب أحد من شهد بدرا ، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة : ولا أظن الخبر يصح ، وإن صح ففي كونه هو البدري نظر ، وقد ذكر ابن الكلبي : أن ثعلبة بن حاطب الذي شهد بدرا قتل بأحد فتأكدت المغايرة بينهما ; فإن صاحب القصة تأخر في خلافة عثمان ، قال : ويقوي ذلك أن في تفسير ابن مردويه - ثعلبة بن أبي حاطب - والبدري اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال : " بدرا والحديبية لا يدخل النار أحد شهد " ، وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر : " " . فمن يكون بهذه المثابة ؟ كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه ، وينزل فيه ما ينزل ؟ فالظاهر أنه غيره ، انتهى . اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
ونظير هذا ما روي في وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) الآية . أن سبب نزول قوله تعالى : ( طلحة بن عبيد الله قال : يتزوج محمد بنات عمنا ويحجبهن عنا ، لئن مات لأتزوجن عائشة من بعده ، فنزلت ، وقد كنت في وقفة شديدة من صحة هذا الخبر ; لأن طلحة أحد العشرة أجل مقاما من أن يصدر منه ذلك ، حتى رأيت بعد ذلك أنه رجل آخر شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه ; فإن طلحة المشهور الذي هو أحد العشرة - طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التيمي - وطلحة صاحب [ ص: 117 ] القصة - طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم التيمي - قال أبو موسى في الذيل عن ابن شاهين في ترجمته : هو الذي نزل فيه : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) الآية ، وذلك أنه قال : لئن مات رسول الله لأتزوجن عائشة ، وقال : إن جماعة من المفسرين غلطوا ، وظنوا أنه طلحة أحد العشرة .