وأما السؤال الثاني : فذكر صاحب " آكام المرجان في أحكام الجان " أن قياس قول الشيخ عز الدين بن عبد السلام في - أن الجن أيضا لا يرون ربهم . ومستند الشيخ الملائكة أنهم لا يرون ربهم عز الدين في الملائكة قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار ) خص من ذلك المؤمنون ، فبقي على عمومه في الملائكة ، لكن ما قاله الشيخ عز الدين في الملائكة ممنوع كما بينته في الكتاب الذي ألفته في الرؤية ، وما قاله صاحب " الآكام " في الجن خالفه فيه البلقيني ومال إلى أنهم يرون ، والذي أقوله : إن قطعا ، ويحصل لهم في الجنة في وقت ما من غير قطع بذلك ، لكن باحتمال راجح ، أما أنهم يساوون الإنس في الرؤية كل جمعة فالظاهر خلافه . الجن تحصل لهم الرؤية في الموقف مع سائر الخلق
وأما السؤال الثالث : فقد حكى ابن كثير في كتاب " البداية والنهاية " في ثلاثة مذاهب ; أحدها : أنهن يرين ; إدراجا لهن في عموم الأخبار الواردة في الرؤية . رؤية النساء
والثاني : أنهن لا يرين أصلا لعدم التصريح برؤيتهن في الحديث .
والثالث : أنهن يرين في الأعياد خاصة ، ولا يرين مع الرجال في أيام الجمع ; لورود حديث في ذلك . وهذا القول الثالث هو الراجح ، وبه جزم ابن رجب ، وأنا أستثني أزواج الأنبياء وبناتهم وسائر الصديقات فأقول : إنهن يرين في غير الأعياد أيضا ; خصوصية لهن ، كما اختص الصديقون من الرجال بمزية في الرؤية ليست لغيرهم . وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في مؤلف مستقل سميناه " إسبال الكساء على النساء " ولخصناه في مختصر سميناه " رفع الأسى عن النسا " .
وأما السؤال الرابع ، والخامس : فذكر صاحب كشف الأسرار عما خفي عن الأفكار أنه قيل في قوله : ( أرجى آية في القرآن فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) ، وقيل : ( أن العذاب على من كذب وتولى ) وقيل : ( لا تقنطوا من رحمة الله ) وقيل : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) وقيل : ( قل كل يعمل على شاكلته ) وقيل : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وقيل : ( ولكن يريد ليطهركم ) وقيل : [ ص: 364 ] ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) وقيل : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) وقيل : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .
وقال في أخوف آية قيل : ( ويحذركم الله نفسه ) وقيل : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) وقيل : ( فأين تذهبون ) وقيل : ( من يعمل سوءا يجز به ) وقيل : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) وقيل : ( إن بطش ربك لشديد ) وقيل ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات ) الآية . وأقول : بقي في أرجى آية أقوال ، فقيل : قوله : ( وهل نجازي إلا الكفور ) . وقيل : قوله : ( ولكن ليطمئن قلبي ) وقيل قوله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) وقيل : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) وقيل : ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ) - إلى قوله - : ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) وقيل : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) وقيل : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) وقيل : ( يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ) وقيل : ( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ) وقيل : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) . وقيل : آية الدين . وبقي في أخوف آية أقوال ; فعن قوله تعالى : ( أبي حنيفة واتقوا النار التي أعدت للكافرين ) وعن : قوله تعالى : ( الشافعي إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وعن الشبلي قال : قوله تعالى : ( أخوف آية في القرآن على طالبي أهل الدنيا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) وأخرج ابن المنذر في تفسيره عن ابن سيرين قال : لم يكن عندهم شيء أخوف من هذه الآية ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) .
[ ص: 365 ] وأما السؤال السادس : فأقول : إن الشراء قد وقع في الأزل بالعلم وعند نزول الآية بالفعل ، وهذا شأن صفات الأفعال ، فإن قوله : اشترى صفة فعل مسندة إلى الله ، وبهذا يحصل الجواب عن السؤال السابع ، وهو أنه لم يكن في الأزل من يشتري منه ، ويحتمل أن يجاب عنه بأن ذلك وقع مع المؤمنين وهم في عالم الذر ، لكن هذا يحتاج إلى ورود حديث به أو أثر ، ولم نقف عليه .
وأما السؤال الثامن : فإنما خص الأموال ، والأنفس وهي الأرواح ; لأنهما أعز الأشياء عند الخلق ، فأعز شيء على الإنسان نفسه التي هي روحه ، والمال عديل الروح ، فاشترى منهم الأنفس ليبذلوها للقتل في سبيل الله ، والأموال لينفقوها في الجهاد ، ولم يذكر القلوب ; لأنه إن أريد بالقلب ما هو حال فيه وهو الروح فقد ذكر ذلك الحال وهو الأنفس ، فأغنى عن ذكر المحل الذي هو وعاء محض ، وإن أريد بالقلب المحل الذي هو الشكل الصنوبري وهو الوعاء فهذا ليس بشيء حتى يذكر ; لأنه عبارة عن قطعة لحم وجزء من بدن الإنسان ، وقد ذكر ما هو أشرف منه وأعز من كل البدن ، وهي الأنفس ، فلم يكن لذكر القلوب معنى .
وأما السؤال التاسع : فقال صاحب " كشف الأسرار " قال الطوخي في " أسرار التنزيل " : اختلف في أي الجهتين أفضل ; المشارقة : المشرق أفضل ، واحتجوا بوجوه :
الأول : أن الله تعالى لم يذكر الموضعين في موضع إلا قدم ذكر المشرق . الثاني : الفضاء يكون مظلما فلا يضيء إلا بطلوع الشمس من المشرق . الثالث : أن الأئمة الأربعة في الفقه من الشرق . الرابع : أن الأرض التي بورك فيها بنص القرآن وهي أرض مصر والشام وأرض الجزيرة من المشرق ; لأن الناس اتفقوا على أن أرض مصر حد ما بين المشرق والمغرب ، فما كان من مصر إلى جهة مطلع الشمس فهو مشرق ، فيتناول الحجاز ، والشام ، واليمن ، والعراق وما بعدها ، والمصر في اللغة : الحد ; ولذا سميت مصر بمصر .
واحتج المغاربة بوجوه :
أحدها : أن الله تعالى بدأ بذكر المغرب في قصة ذي القرنين ، والثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : . وفي رواية : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، وأجيب بأن الثابت : وهم لا يزال أهل الغرب ظاهرين بالشام غربي المدينة .
وأما لفظ الغرب فلا يثبت ، وإن ثبت فهو محمول على الغرب وهو الدلو التي يستقى بها ، وأكثرهم باليمن . الثالث : أن المغرب اختص بظهور الأهلة التي هي مواقيت للناس [ ص: 366 ] والحج يرمقها أبصار الناس دون المشرق ، وعورض بطلوع الشمس من المشرق ، وبأن القمر يطلع أولا من المشرق ممحوقا ثم يظهر بالمغرب ، وبأن باب التوبة سعته أربعين عاما ثم أنه يغلق بالمغرب .
الرابع : أن المهدي يظهر بالمغرب ، وأجيب بأن المشهور ظهوره بمكة أو اليمن أو العراق ، قالت المغاربة : نحن لا يظهر الدجال من عندنا ، ولا يأجوج ومأجوج ، ولا سائر الفتن ، ولا أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلدنا فقال : الفتنة من هاهنا . قالت المشارقة : هذا عدول عن تقرير المناقب إلى التعريض بالمثالب ، فإن كان الأمر كذلك فيكفيكم أن الشمس آية النهار ، وأنها تغرب عندكم وتظلم الأقطار ، ويغلق باب التوبة من جهتكم فلا تنفع التوبة والاستغفار . وأقول : لم يترجح عندي تفضيل المشرق على المغرب ولا عكسه ; لتعارض دليل كل منهما ، وقد أردت أن أفضل المشرق لأن الأنبياء بعثوا منه ، ولم نقف أنه بعث من المغرب نبي ، ثم وقفت عن ذلك ; لاحتمال أن يكون بعث منه نبي وإن لم يرد به خبر ; لأن الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، فأي مانع من أن يكون طائفة منهم من المغرب؟ ولم ترد الأخبار بتفضيل حال خمسين نبيا فضلا عن أكثر من ذلك حتى يؤخذ منها .
وأما السؤال العاشر : فقال صاحب " كشف الأسرار " اختلفوا في ذلك ، والأكثرون على ; لأن الأنبياء خلقوا منها ، وعبدوا الله فيها ، ودفنوا فيها . تفضيل الأرض على السماء
وأما السؤال الحادي عشر : فذكر صاحب " كشف الأسرار " ما نصه- في كلام بعضهم -الأرض العليا أفضل مما تحتها ; لاستقرار ذرية آدم فيها ، ولانتفاعنا بها ، ودفن الأنبياء بها ، وهي مهبط الوحي ، وغيره . قلت : ورد به الأثر عن كما سنذكره . ابن عباس
وأما السؤال الثاني عشر : ففي كشف الأسرار قال بعضهم : السماء الأولى أفضل مما سواها ; لقوله تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) قلت : ورد الأثر بخلافه .
أخرج في كتاب الرد على عثمان بن سعيد الدارمي الجهمية عن قال : ابن عباس ، السماء التي فيها العرش ، سيد السماوات التي نحن عليها . وسيد الأراضين
وأما السؤال الثالث عشر : فأخرج الشيخان عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . وأخرج إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ; فإنه وسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه [ ص: 367 ] تفجر أنهار الجنة عن ابن أبي حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي موسى الأشعري ، فيها خيار الأشجار والأنهار الفردوس مقصورة الرحمن .
وأما السؤال الرابع عشر : فأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله تعالى : ( أبي بن كعب ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) قال : الشام . وأخرج أيضا عن أبي العالية قال : هي الأرض المقدسة بارك الله فيها للعالمين ; لأن كل ماء في الأرض عذب هو منها ، يخرج من أصل الصخرة التي في بيت المقدس ، يهبط من السماء إلى الصخرة ، ثم يتفرق في الأرض ، وأخرج عن قال : هي قتادة أرض الشام ، وهي أرض المحشر ، والمنشر ، وبها ينزل عيسى ابن مريم ، وبها يهلك مسيح الضلالة الدجال . وأخرج عن كعب قال : هي حران . وأخرج من طريق العوفي عن في قوله : ( ابن عباس ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) قال : يعني مكة ونزول إسماعيل البيت ، ألا ترى أنه يقول : ( مباركا وهدى للعالمين أول بيت وضع للناس للذي ببكة إن ) .
وأما السؤال الخامس عشر : ففي " كشف الأسرار " قيل : ; ليظهر لعبدة الشمس والقمر أنهما ليسا آلهة ; لأنهما لو كانا آلهة لدفعا عن أنفسهما ، ولما ذهب ضوؤهما ، وهذا هو السر في ذهاب ضوئهما في الدنيا بالخسوف ، وإنما ألقيا في جهنم يوم القيامة ليقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبعونهم في جهنم . الحكمة في أن الشمس والقمر يوم القيامة يطمس نورهما ، ويلقيان في جهنم
وأما السؤال السادس عشر : ففي " كشف الأسرار " : إن قيل : ما هذا السواد الذي في القمر؟ قيل : سأل ابن اللواء عليا رضي الله عنه عن ذلك ، فقيل : إنه أثر مسح جناح جبريل ، وذلك أن الله تعالى خلق نور القمر سبعين جزءا ، وكذلك نور الشمس ، ثم أتى جبريل فمسحه بجناحه ، فمحا من القمر تسعة وستين جزءا فحولها إلى الشمس ، فأذهب عنه الضوء وأبقى فيه النور ، فذلك قوله تعالى : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) وأنت إذا تأملت السواد الذي في القمر وجدتها حروفا أولها الجيم وثانيها الميم وثالثها الياء واللام ألف آخر الكل مكتوب عليه جميلا ، وقد شاهدت ذلك وقرأته مرات ، فسبحان من خلقه جميلا .
قلت : أخرج في دلائل النبوة عن البيهقي ، سعيد المقبري أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن سلام السواد الذي في القمر فقال : كانا شمسين فقال : قال الله تعالى : [ ص: 368 ] ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل ) قال : والذي رأيت هو المحو . وأخرج ، ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند واه عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس إن الله خلق شمسين من نور عرشه ، فأما ما كان في سابق علمه أنه يدعها شمسا فإنه خلقها مثل الدنيا على قدرها ما بين مشارقها ومغاربها ، وأما ما كان في سابق علمه أنه يطمسها ويجعلها قمرا ، فإنه خلقها دون الشمس في العظم ، ولكن إنما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض ، فلو ترك الشمس كما كان خلقها أول مرة لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ، ولم يدر الصائم متى يصوم ومتى يفطر ، ولم يدر المسلمون متى وقت حجهم وكيف عدد الأيام والشهور والسنين والحساب ، فأرسل جبريل فأمر جناحه على وجه القمر -وهو يومئذ شمس- ثلاث مرات ، فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور ، فذلك قوله تعالى : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ) وأخرج عبد الرزاق في " المصنف " عن قال : كتب مجاهد هرقل إلى معاوية يسأله عن ثلاثة أشياء : أي مكان إذا صليت فيه ظننت أنك لم تصل إلى قبلة ، وأي مكان طلعت فيه الشمس مرة لم تطلع فيه قبل ولا بعد ، وعن السواد الذي في القمر ، فأرسل معاوية إلى يسأله ، فكتب إليه : أما المكان الأول فهو ظهر الكعبة ، وأما الثاني فالبحر حين فرقه الله ابن عباس لموسى ، وأما السواد الذي في القمر فهو المحو .
وأما السؤال السابع عشر ، والثامن عشر : ففي " كشف الأسرار " قال الشمس إذا غربت أين تذهب؟ في " شرح الرسالة " : اختلف في ذلك فقيل يبتلعها حوت ، وقيل : تغرب في عين حمئة كما قال الله تعالى ، والحمأة -بالهمز- ذات حمأة وطين ، وقرئت " حامية " بغير همز ، أي حارة ساخنة . قال الطرطوشي : وقيل : إنها تطلع من سماء إلى سماء حتى تسجد تحت العرش وتقول : يا رب إن قوما يعصونك ، فيقول الله تعالى لها : ارجعي من حيث جئت ، فتنزل من سماء إلى سماء حتى تطلع من المشرق ، وإذا نزلت إلى سماء الدنيا طلع الفجر حينئذ . وقال الطرطوشي إمام الحرمين وغيره : لا خلاف أن الشمس تغرب عند قوم وتطلع على آخرين ، والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين ، وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويين أبدا . وسئل الشيخ أبو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون؟ فإنه ذكر أن الشمس لا تغرب عندهم إلا مقدار ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع ، فقال : يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم ، والأحسن -وبه قال بعض الشيوخ -أنهم يقدرون ذلك ويعتبرون الليل والنهار ، كما قال صلى الله عليه وسلم في يوم الدجال الذي كسنة وكشهر : ( قدروا له ) حين سأله الصحابة عن الصوم [ ص: 369 ] والصلاة فيه ، وبلغار -بضم الباء الموحدة وإسكان اللام وبالغين المعجمة وبالراء المهملة في آخره -أقصى بلاد الترك .
وذكر لي بعضهم عمن أخبره أن الشمس إذا غربت عندهم من هاهنا طلع الفجر وصار يمشي قليلا ثم تطلع الشمس . وبهذا الجواب المذكور يحصل الجواب عن تردد أبداه القرافي في حتى يقووا على صوم الغد إذا كان شهر رمضان؟ وإذا علمت من هذه القاعدة أن الليل يقصر عند قوم ويطول عند آخرين ظهر لك وجه الجمع بين الروايات الواردة عنه عليه السلام في قوله : " قوم لا تغيب الشمس عندهم إلا مقدار الصلاة ، فهل يشتغلون بصلاة المغرب أو بالأكل " - وفي رواية : " ينزل ربنا كل ليلة حين يذهب ثلث الليل حين يذهب نصف الليل " ويقول : " " الحديث . وكذا أجاب بعض العلماء بهذا الجواب ، وهو أن نزول الملك يكون دائما نصف الليل ، قال : ونصف الليل يكون نصفا عند قوم وثلثا عند آخرين ، فلا تنافي بين الروايتين ، قال : والمعنى فيه أن الشمس إذا انتصف الليل أحدثت في العالم حركة بطبعها وحرارتها ، فلا يبقى حيوان نائم إلا وتحرك ; لأنها تقرب من الأرض ، فإذا تحرك استيقظ في الغالب ، فإذا استيقظ تلقاه المنادي ونشطه إلى القيام إلى الطاعة فيقول : هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من طالب حاجة ؟ . فهذه أسرار غريبة ومعان لطيفة ، فسبحان من هذا عطاؤه ، وجل من هذا قضاؤه . هل من تائب فأتوب عليه ؟هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟