تطيلين لياني وأنت مليئة وأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا
يعني قادرة على وفائي . والظاهر أن أراد بالمليء هاهنا القادر على الوفاء غير الجاحد ولا المماطل . قال الخرقي في تفسير المليء ، كأن المليء عنده ، أن يكون مليا بماله وقوله وبدنه ونحو هذا . أحمدفإذا أحيل على من هذه صفته لزم المحتال والمحال عليه القبول ، ولم يعتبر رضاهما . وقال : يعتبر رضاهما ; لأنها معاوضة ، فيعتبر الرضا من المتعاقدين . وقال أبو حنيفة مالك : يعتبر رضى المحتال ; لأن حقه في ذمة المحيل ، فلا يجوز نقله إلى غيرها بغير رضاه ، كما لا يجوز أن يجبره على أن يأخذ بالدين عرضا . والشافعي
فأما المحال عليه ، فقال : لا يعتبر رضاه ، إلا أن يكون المحتال عدوه . مالك في اعتبار رضائه قولان ; أحدهما : يعتبر . وهو يحكي عن وللشافعي الزهري ; لأنه [ ص: 340 ] أحد من تتم به الحوالة ، فأشبه المحيل . والثاني : لا يعتبر ; لأنه أقامه في القبض مقام نفسه ، فلم يفتقر إلى رضى من عليه الحق كالتوكيل . ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : { } . ولأن للمحيل أن يوفي الحق الذي عليه بنفسه وبوكيله ، وقد أقام المحال عليه مقام نفسه في التقبيض فلزم المحال القبول ، كما لو وكل رجلا في إبقائه ، وفارق ما إذا أراد أن يعطيه عما في ذمته عرضا ; لأنه يعطيه غير ما وجب له ، فلم يلزمه قبوله . إذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع